للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والشَّهِيدُ، قال ابنُ فارس: إنما سُمِّى شَهِيدا لأنَّ ملائِكَة الرحمة تَشْهَدُه

فَعِيل بمعنى مَفْعُول. وقيل: لِسُقُوطه بالأرضِ، وهي الشَّاهِدَة.

وقيل في قوله عزّ وجلّ: {ويَوْمَئذٍ تُحدِّثُ أَخْبَارَهَا} (١)

: أي تَشهَدُ على كلِّ مَنْ عَمِل على ظَهِرها، والشَّاهد: المَلَك، والشاهِدُ: اللِّسان.

قال الأَعشىَ فيهما:

فلا تَحْسَبنّىِ كافرًا لك نِعمةً

على شَاهِدِى يا شَاهِدَ اللَّهِ فَاشْهَدِ (٢)

شَاهدِى: أي لِساني، وشَاهِدُ الله المَلَك. وقيل: سُمى شَهيداً لأنه يُبَيِّن إيمانهَ وإخلَاصَه ببَذْلِه رُوحه في طاعة الله عز وجل، من قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ} (٣).

: أي بَيَّن وأَعْلَمَ وأَخْبَر. وقيل: لأنه شاهِدٌ عند ربّه عز وجل (٤): أي يَحضُر


(١) سورة الزلزلة: ٤
(٢) الديوان/ ٤٩ برواية:
فلا تَحْسَبَنّى كافِرًا لَكَ نِعمةً ... علىَّ شَهِيدٌ شاهِدُ الله، فَاشْهَدِ
من قصيدة يمدح فيها النعمان بن المنذر.
(٣) سورة آل عمران: ١٨، {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
(٤) ب، جـ: "لأنه يشهد عند ربّه عز وجلّ".