للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَجْه الجَمْعَ بينَه وبين قَولِ الله تعالى: {وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُم وإمَائِكم} (١)

وَقولُه: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا} (٢)

أنَّ الآيةَ على نِسْبَة غَير المَوالى إليهم، والحَدِيثُ على إضافة المالكين إياهم إلى أَنفسِهم وفي ذلك مَعنَى استِكْبَارِهم عليهم ٣)

- في حديث وَرَقة: "كان يَكْتُب بالعِبْرانِية" (٣)

قال الخَطّابي: هو مَأخوذٌ من العَرْبَانِيَّة، فقدموا الباء وأَخَّرُوا الرَّاء.

قال: وأَكْثَر العِبْرانية فيما يَقُولُه أَهلُ المعرفة بها مَقْلُوب عن لسان العَرَب بِتَقدِيمِ الحُروف وتأخيرها.

وقال غَيرُه: إنه من عُبُورهم المَاءَ. وقيل: أي عَبَرُوا من السُّرْيَانِيَّة إليها.

- في الحديث (٤): "فعَبَروا النَّهْر"

بَلَغُوا عَبْرَه، وهو شَطُّه، وكذا مَعْبَره، والمِعْبَر - بالكسر - الآلَةُ. والعُبُور: المُرُور.


(١) سورة النور: ٣٢ {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ}.
(٢) سورة النحل: ٧٥ {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَىْءٍ}.
(٣) في شرح صحيح البخاري ١/ ٣٨ .. فانطَلَقت به خَدِيجَةُ حتى أَتَتْ به وَرَقةَ بن أَسَد بن عبد العُزَّى ابن عم خَدِيجَة وكان امرءًا تَنَصَّر في الجاهلية،، وكان يكتب الكِتابَ العِبرانِىَّ، فيكتب من الإنجيل بالعِبْرانية ما شَاءَ الله أن يَكْتُب.
وجاء في الشرح: قال النووى: حاصله على رواية: العِبرانى والعربى أنه تمكَّن من معرفة دِينِ النصارى وكتابَتِهم بحيث يتصرف في الإنجيل فيكتب إن شاء بالعربية وإن شاء بالعِبرانية، ويفهم منه أن الإنجيل ليس عِبرانِيًّا وهو المَشْهور.
(٤) لم يرد في ن، وجاء في أ، ب، جـ.