للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لِفُلان مالٌ لا يَأكلُه المَاءُ والنَّارُ، ضَربَ المثَلَ فيه بالماءِ: أي لا تُبطِلُه حُجَّةٌ تَبطُلُ بمِثلِها الأَشياءُ، كما قال الله تَعالَى: {لا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} (١).

قالَ سَعدُ بنُ نَاشِب:

* سَأَغْسِل عَنِّي العَارَ بالسَّيْف جالِباٍ (٢) *

وقال مُزَرِّدُ بنُ ضِرار:

فمَنْ أَرْمِه مِنْها بِبَيْتٍ يَلُحْ به

كَشَامَةِ وَجْهٍ ليسَ للشامِ غَاسِلُ (٣)

: أي من يُبْطِله.

الرابع: أن سَبِيلَه سَبِيلُ قَولِه تعالى: {وَلا يَكْتُمُونَ الله حَدِيثًا} (٤)؛ وقد قَالَ تَعالَى إنهم كَتَموه بقَوْلِه تَعالى: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} (٥): أي وإن كَتَموه فإنَّه لا يَخفَى عليه.

: أي إنَّ القُرآنَ وإن غُسِل بالمَاء فإنه لا يُبطِلُه غَسْلٌ ولا يُفنِيه، وقد ذَكَر الهَرَوِيُّ وَجْهًا سِواه. ١)

* * *


(١) سورة فصلت: ٤٢
(٢) في شرح ديوان الحماسة للمرزوقى ١/ ٦٧ وعجزه:
* عَلَىَّ قَضَاءُ الله ما كان جالبَا *
وسعد بن ناشب بن مازن بن عمرو بن تميم، شاعر إسلامى.
(٣) في المفضليات / ١٠٠ ومعجم الشعراء للمرزبانى ٤٩٦/ ٤٩٧.
وجاء في الشرح: يَلُح من لَاحَ يَلُوح، إذا ظَهَر. والشَّام: جمع شَامَةٍ.
(٤) سورة النساء: ٤٢ {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}.
(٥) سورة الأنعام: ٢٣ {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إلَّا أَن قَالُوا وَالَّلهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}.