للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجُلٌ قُدُمٌ: أي شُجَاع، ومضى قُدُماً: أي لم يُعَرِّج.

وقيل: القَدَم من ذلك؛ لأن الإنسانَ بها يَتَقدمُ في مَشْيِه

- وفي حديث شَيْبَةَ بنِ عُثْمان - رضي الله عنه - "فقال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلّم -: قُدْمًا، هَا"

: أي تَقدَّموا و"ها" تَنْبِيه، يُحرِّضُهم على القتال.

- في الحديث: "فأخذني ما قَدُم وما حَدُث (١) "

قيل: معناه الحُزْن والكآبة، يعني أنه عَاودَه الأحزانُ القَدِيمة. فاتَّصَلَت بحَديثِها.

وعندي أن معناه: غَلَب علىَّ التفكُّرُ في أَحواليِ القديمةِ والحديثة. أيُّها كان سَبَبًا لَتْرك ردِّه السلام علىّ.

- في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - "تَدَلَّى من قَدُوم ضَأنٍ (٢) "


(١) ن: وفيه: أنّ ابن مَسعودٍ سَلَّم عليه وهو يُصَلّى فلم يَرُدّ عليه، فقال: فأخذنى ما قَدُم وما حَدُثَ"
(٢) في معجم ما استعجم للبكرى ٣/ ١٠٥٣: روى البخاري في كتاب الجهاد في باب الكافر يقتل المسلم ثم يُسْلِم، من طريق عمرو بن يحيى قال: أخبرنى جدّى أن أبان بن سعيد أقبل إلى النبى - صلى الله عليه وسلم، وهو بخيبر بعد ما افتتحوها، فقال: يا رسول الله، أَسْهِم لى، فقال له أبو هريرة: لا تُسهِم له يا رسول الّلهِ، هذا قاتل ابن قَوْقَل، فقال أبان لأبى هريرة: وَاعَجَبَا لِوَبْرٍ تَدَلَّى علينا من قَدُوم ضأن، يَنْعَى علىَّ قَتلَ رجل مُسْلِم أَكرمَه اللهُ على يَدىَّ، ولم يُهنِّى على يديه، وخرّجه البخاري في غزوة خيبر. هكذا رواه الناس عن البخارى: قدوم ضأن بالنون إلّا الهمدانى فإنه رواه من قدوم ضال باللام، وهو الصواب إن شاء الله. والضال: السِّدر البرى. وأما إضافة هذه الثنية إلى الضأن، فلا أعلم لها معنى.
وفي (ن): وقيل: القَدوم: ما تَقَدّم من الشاة، وهو رأسها، وإنما أراد احتقاره وصِغَر قدره.