للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- في حديث عذاب القَبْر (١): "ما يُعَذَّبَان في كَبِير"

: أي ليس في أَمرٍ كان يَكبر عليهما، أو يَشُقُّ فِعْلُه لو أرادَاهُ، لا أَنَّ الأَمْرَ في نَفْسِهِ غَيرُ كبير، وكيف لَا يكُون كبيرًا وهما يُعذَّبان فيه؟

وفي رِوايَة: "بلى": أي هو كَبيرٌ في نفسِه.

- في الحديث (٢): "لا يَدخُل الجنَّةَ مِثقالُ حَبَّة خرْدَل من كِبْرِ"

وفي رواية: "مَن في قَلبِه ذلك".

يعني: كِبْرَ الكفر والشِّرك، كما في القرآن: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ....} (٣) الآية، و {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ} (٤)، ونحو ذلك.

ألَا تَرى أَنّه قابَلَه في نَقيضِه بالإيمان فقال: "ولا يَدخُل النّارَ مَنْ في قَلْبِه مِثْل ذلك منِ الإيمانِ"

وقيل: إذا أرادَ أن يُدخِلَه الجنةَ نَزعَ ما في قَلْبِه من الكِبْر، كما قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} (٥).

وقوله: "لا يَدخُل النَّارَ"، اُى دُخولَ تَأبِيدٍ.


(١) ن: ومنه حديث القبر: "إنهما لَيُعَذَّبان وما يُعَذَّبان في كَبير".
وعزيت إضافة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ.
(٢) ن: "لا يَدخُلُ الجنةَ من في قَلْبه مِثقالُ حَبَّة من خَرْدَلٍ من كِبْر".
والمثبت عن جميع النسخ.
(٣) سورة غافر: ٦٠، الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.
(٤) سورة الأعراف: ١٤٦.
(٥) سورة الأعراف: ٤٣، والحجر: ٤٧.