وجاء تأويل قوله "بين الفَرْثِ والدم" في الروض الأنف للسهيلى ١/ ١٦٨ طـ الطباعة الفنية بالقاهرة سنة ١٣٩١ هـ - ١٩٧١ م: قال السهيلى: أما الفَرْث والدم فإن ماءَها طَعام طُعْم، وشِفاء سُقْم، وهي لما شربت له، وقد تَقوَّت من مائها أبو ذرّ ثلاثين بين يوم وليلة، فسمن حتى تكسرت عُكَنُه "جمع عُكنة: مَا انطوى وتثنى من لحم البطن سِمناً" فهى إذا، كما قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلّم في اللبن: "إذا شرب أحدكم اللبن فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإنّه ليس شىء يَسُدّ مَسدَّ الطعام والشراب إلا اللبن" وقد قال الله تعالى في اللبن: {مِن بَينْ فَرْثٍ ودَم لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَارِبينَ}، فظهرت هذه السُّقْيَا المباركة بين الفرث والدم، وكانت تلك من دلائلها المشاكلة لمعناها.