للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنه قَول عُمَر - رضي الله عنه -: "وأَىُّ عَبدٍ لكَ لَا ألَمَّا (١) "

: أي لم يُلِمَّ بالذّنب.

وقد تَجِيءُ "لاَ" زَائِدة نحو قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} (٢)

: أىَ ليَعْلَم أهل الكتاب، وهي من حُروُف العَطْفِ، وتُزادُ فيها التَّاء فيخفض بها، كقَول الشاعِرِ:

* طَلَبُوا صُلْحَنَا ولاتَ أَوَانٍ (٣) *


(١) في شرح شواهد المغنى ٢/ ٦٢٥، وتفسير الطبرى الجزء السابع والعشرون/ ٦٦ وقبله:
* إن تَغْفِر اللَّهُمَّ تَغْفِر جَمَّا *
وقائله أبو خِراش، واسمه خُوَيلد بن مُرَةَ القِرْددى - وجاء في الأغانى ٤/ ١٣١، ١٣٥ (ط - الثقافة) منسوبا لأمية بن أبى الصلت، وليس في ديوانه، ولا في ديوان الهذليين. وأخرج الترمذى، وابن جرير، والبزّار وغيرهم من طريق زكريا بن أبى إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِلَّا اللَّمَمَ} قال: هو الرجل يلم بالفاحشة ثم يتوب، وقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
إن تَغْفِر اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا
وأى عَبدٍ لَك لا ألمَّا
قال الترمذى: حديث حسن صحيح غريب.
(٢) سورة الحديد: ٢٩، والآية: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
(٣) كذا في مجمعَ الأمثال للميدان ٢/ ٢٨٨، وعجزه:
* فأجِبنا أن لَيسَ حين بَقاءِ *
قال ابن جنى: من العرب من يخفض بلات، وأنشد هذا البيت.
ويُضرب لمَن طلب شَيئاً وقد فاته وذهب وقته.
في شواهد (لات) من شواهد المغنى ٢/ ٦٤٠، ٦٤١: البيت لأبى زبيد الطائى ضمن قصيدة عدد أبياتها ثلاثة عشر بيتا، وجاء في شرح البيت:
طلبوا: أي طلب هؤلاء القوم صلحنا، والحال أن الأوان ليس أوان الصلح، فقلنا لهم: لبش الحين بقاء الصلح، فحذف اسم ليس، وأبقى الخبَرَ، وأن في البيت تفسيرية.