للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

: أي السِّقَاءُ الذي يُلاثُ علَى فَمِه الوِكَاءُ، ويُشَدُّ به، من أَوكَيْتُ السِّقَاءَ.

- وفي حديث آخرَ: "وأَوْكُوا الأَسْقِيَة" (١)

ولعَلَّ المعنَى في الدُّبَّاء ونحوِه: أن يُنْبَذَ فيها؛ لأنّها أوَانٍ باقِيةٌ صابِرةٌ على الثّباتِ بما فيها، فيَشتدُّ ما يُلقَى فيها إذا تُرِكَ ويُغلَى، وَيدخل في حَدِّ الإسْكَارِ، فأمّا السِّقاء الموُكَى فقلَّ مَا يُغفَلُ عَنه، بل لَا يُتْرَكُ مَا أُلِقىَ فيه؛ لأَنه لا يُؤْمَنُ انصبَابُه، وانفِتَاحُ الوِكَاءِ بسَبَبٍ من الأَسبَاب، فيُعجَّلُ بما فيه، فلاَ يشتَدُّ ويُؤمَنُ منه الإسْكَار وَالله تعالىَ أعْلَم.

- في الحديث: "العَيْنُ وِكاءُ السَّهِ"

جَعَل اليَقظَةَ للاسْتِ كالوِكَاءِ (٢) للقِرْبَةِ

* * *


(١) ن: أي شُدُّوا رُؤوسَها بالوِكاء، لِئلاَّ يَدْخُلَها حيوانٌ، أو يَسْقطَ فيها شىء. يقال: أوْكيْتُ السِّقاء أُوكِيهِ إيكاءً فهو مُوكًى.
(٢) ن: كما أنّ الوِكاء يَمْنَعُ ما في القِرْبة أن يَخْرُج، كذلك اليَقظَة تمنع الاسْتَ أن تُحْدِث إلا باخْتِيار. والسَّهُ: حَلْقَةُ الدُّبُر. وكَنَى بالعَيْن عن اليقَظَة، لأن النّائمَ لا عَيْنَ له تُبْصِرُ.