للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وفي الحديث: (١) "الحَجَرُ الأَسْوَدُ يَمينُ الله تعالى في الأرضِ"

قال الخطَّابِى: هذا كلام تَشْبِيه وَتَمْثِيلٍ، وأصلُه أنَّ المَلِك إذا صَافح رَجُلاً قَبَّلَ الرَّجُلُ يدَه، فكأنَ الحجَر [الأَسْوَدَ] (٢) لله تعالى (٣ بمَنْزِلة اليَمين للمَلِك، حَيْثُ يُسْتَلَمُ وَيُلثَم.

- وفي الحَديث: "وكِلْتَا يَدَيْهِ يَمينٌ"

: أي أنَّ الشِّمَالَ تَنْقُصُ ٣) عنَ اليَمِين في العادَةِ (٤)، وُسَمّىِ الشِّمال الشُؤْمَى (٥)، كأنَّه أَرادَ أَنَّ يدَيه تبارك وتعالى جميعاً بِصفةِ الكماَل لا نَقْصَ في واحِدَةٍ منهما.

- وفي رِوَاية: "كِلتَاهُما مَيمُون مُبارَكُ" على أنّ الشِّمال قد وَردَ في بعض الأخبار الصِّحاح.

وفي رِوَايَةٍ: "ويَدُه الأُخْرى" لم يَذكُر اليَمينَ ولا الشِّمال.

- في الحديث: "أنّه عليه السلام كُفِّنَ في يُمْنَةٍ"

: وهي ضَرْبٌ من بُرودِ اليَمَنِ - بضَم اليَاءِ -، قال الشَّاعر:


(١) عزيت إضافة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ.
(٢) إضافة للبيان من ن.
(٣ - ٣) بياض وطمس في ب والمثبت عن أ، ج.
(٤) ن: أي أنَّ يَدَيْه تبارك وتعالى بصفة الكمال، لا نَقْصَ في واحِدَةٍ منهما؛ لأن الشِّمال تَنْقُصُ عن اليمين.
وكلّ ما جاءَ في القرآن والحديث من إضافة اليَدِ والأيْدِى، واليمين، وغَير ذلك من أسماء الجوارح إلى الله تعالى فإنما هو على سبيل المجاز والاستعارة والله مُنَزَّه عن التَّشْبِيه والتَّجْسيم.
(٥) في القاموس (شأم): اليَدُ الشُّؤْمى: ضد اليمنى.