للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قيل: أرادَ به الرَّدَّ والخَيْبَةَ، وهذا كَقْولِهم عندما يُذْكَر من خَيْبة الرَّجُل وخَسَارةِ صَفْقَتهِ: "لم يَحْصُل في كَفَّه غَيرَ التُّراب".

ويُقَوِّى قَولَ هذا القَائِل ما رُوِى: "أنَّ ابناً لِسَعْدِ بنِ أَبِى وَقَّاص، جاء إلى أَبِيه يُشَبِّب بحاجَةٍ له، فقدَّمَ بين يَدَى حَاجَتهِ كَلامًا، فقال سَعْد: ما كُنتَ قَطُّ أَبْعَدَ من حاجَتِك مِنِّى الآن".

يعَنِى لأَجْل كلامه الذي قَدَّمَه. ونَحوُه (١) قَولُه عليه الصَّلاة والسَّلام: "ولِلْعَاهِر الحَجَر".

وفي رواية: "الِإثْلب"، ويحتمل عندى أنّه على ظَاهِر لَفظِه.

ويَدُلُّ عليه ما رُوِى: "أن المِقْدادَ كان عِنْد عُثْمان فجَعَل رَجلٌ يُثنِى عليه، وجَعَل المِقدادُ يَحثُو في وَجهِه التُّرابَ، فقال له عُثْمان: ما تَفعَلُ؟ قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول ذَلِك، ورَاوِى الحَدِيثِ أعرفُ بمَعْناه.

وقد رَوَى أحمدُ بنُ حَنْبل هذِه القِصَّةَ في (٢) مسنَده عَقِيبَ الحديث.

- وكذلك قَولُه عليه الصلاة والسلام لعَائِشَةَ: "تَرِبَت يَمِينُك" ذَكَر أبو بكْر بن الأَنْبارِى عن أبيه عن (٣ أحمدَ بنِ ٣)


(١) ن: وقريب منه قَولُه عليه الصلاة والسلام: "وللعَاهِر الحَجَر".
(٢) مسند أحمد ٦/ ٥ بيروت.
(٣ - ٣) الإضافة عن: ب، جـ.