للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال الشَّاعِرُ (١):

تَسْمَعُ للحَلْيِ إِذَا ما وَسْوَسَا ... وارْتَجَّ في أَجْيَادِهَا وأَجْرَسَا

- رُوِي عن الأَصْمَعِي قال: كنت في مَجْلِس شُعبَةَ، فرَوَى حَدِيثًا فيه: "ويَسْمَعُون جَرْشَ طَيْر الجَنَّة".

يَعِنى بالشِّين المُعْجَمَة، فقلت: "جَرْسَ". فنَظَر إليّ، وقال: خُذوهَا عنه، فإنَّه أَعلَم بِهَذا مِنَّا، وهذا اسْمٌ من أَجْرَس الطائِرُ.

- وفي الحَدِيث: "لا تَصْحَبُ المَلَائِكةُ رُفْقةً فيها جَرَسٌ". الجَرَس: الصَّوتُ المُحْتَقَن كصَوْتِ الجُلْجُل يَخرُج من جَوفِه، وهو الذي يُعلَّق على الجِمالِ وغَيرِها، والجَمْع: الأَجْراس. وفي كَراهِيَته والنَّهْى عنه أَحَادِيثُ، وإنما كُرِه، فيما أَرَى، لأَنَّه يَدُلُّ على أَصحابِه بصَوتِه. وكان عليه الصَّلاة والسَّلام، يُحِبُّ أن لا يَعلمَ العَدوُّ به حتَّى يأْتِيَهم فَجأةً.

- في حَدِيث عُمَر، قال له طَلْحَةُ، رَضِي الله عَنْهما: "قد جَرَّسَتْك الدُّهور" (٢).


(١) الرجز للعجاج، وبعده:
* زَفزَفَة الرِّيح الحَصَادَ اليَبَسَا *
كذا في اللسان (جرس) والديوان: ١٢٧ برواية: والتج بدل وارتج.
(٢) في الفائق (حنك) ١/ ٣٢٤ أنَّ طلحةَ قال لعمر، رضي الله عنهما، حين استشارهم في جموع الأعاجم: قد حَنَّكتكَ الأُمُورُ، وجَرَّستك الدُّهور، وَعَجَمتْك البَلَايا، فأنت ولِيُّ ما وَلَّيت، لا نَنْبُو في يديك، ولا نَخُول عليك".