للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخجل مشهورة بالفارسية، كأنه أراد أصابَك خَجَل حيثُ أردتَ أن تُخجِلَنى بمخالفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

والذى جاء في مادة "برح" في الحديث: "حتى دلكت بَرَاحِ" ذكره صاحب الغريبين في كتاب الراء، على أن تكون الباء مكسورة زائدة، وقال: يعنى أنّ الشمسَ إذَا مالت فالناظر إليها يَضَع رأحتَه على عينيه يَتَوقَّى شعاعها.

قال أبو موسى: وهذا قول بعيد، لأنّ صاحب العين، والمجمل (١) ذكرا أن بَراحِ "بفتح الباء وكسر الحاء" على وزن فَعالِ، وحَذامِ، وقَطَام: اسم الشمس، والباء على هذا أصلية غير ملصقة، قال الشاعر:

هذا مُقام قَدمَى رَباحِ غُدوةَ حتى دَلكت بَراحِ

وهذا القول أولى، لأنّ الشمس لم يجر لها ذكر يرجع الضمير إليه (٢).

وغر ذلك من المآخذ التي لا يتسع المكان لذكرها.

هذا وقد ذكر حاجى خليفة (٣) "أنّ أبا موسى محمد بن أبي بكر المديني عمل كتاباً آخر في هفوات كتاب الغريبين. قال: ولعلّ هذا هو السبب في أنَّنا لا نرى اعتراضه عليه في كتاب المغيث يكثر.

ومما يذكر أنّ أبا موسى تجنّب شرح أي شىءٍ شرحه قَبله أبو عبيد الهروى، راجع مثلا مادة (جنب) والحديث: "ذات الجَنْب شَهادَة" فيكتفى بأن يقول: وقد فُسّر في كتاب أبي عبيد الهروى.


(١) صاحب العين: الخليل بن أحمد، وصاحب المجمل: أحمد بن فارس.
(٢) قال ابن الأثير: هذان القولان ذكرهما أبو عبيد، والأزهرى، والهروى، والزمخشرى وغيرهم من مفسرى اللغة والغريب، وقد أخذ بعض المتأخرين القول الثانى على الهروى فظن أنه قد انفرد به وخطأه في ذلك، ولم يعلم أن غيره من الأئمة قبله وبعده ذهب إليه. انظر مادة "ربح" في النهاية لابن الأثير ١/ ١١٤.
(٣) انظر كشف الظنون / ١٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>