للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحُمَّرة: جِنْس من الطيّر بَقدْر العُصفور تَكُون كَدْرَاءَ ورَقْشَاء ودَهْسَاء (١)، وقد تُخَفَّف مِيمُه.

- في الحَدِيث: "ما تَعْلَمون ما في هذه الأُمَّة من المَوْت الأَحْمَر".

يَعنِى: القَتْلَ، سُمِّى بذلك لِمَا فيه من حُمْرة الدَّم.

وفي حَدِيث عَلِىٍّ رَضِى الله عنه: "في حَمارَّة القَيْظِ".

القَيْظُ: الصَّيفُ، وحَمَارَّته، بتَشْدِيد الرَّاء، اشتِدادُ حَرِّه واحْتِدامُه، وهذا الوَزْن قد جَاءَ في أَحرُف منها: صَبَارَّةُ الشِّتاء، وهي وَسَطه، وفي خُلُقه زَعَارّة (٢)، وأَلقَى عَلَىَّ عَبَالَّتَه (٣)، وجاء على حَبالَّة ذلك: أي أَثَرِه، وجَاءُوا بَزَرَافَّتِهم،: أي جُمْلَتِهم. ومنهم مَنْ يُخَفَّف بعضَ ذلك، ويجوز أن تُسَمَّى حَمارَّة، لأنها تُحمِّر الوُجوهَ من الحَرِّ، أو تَحْمُرها،: أي تَقْشِرُها.

- وفي حَديثِه - صلى الله عليه وسلم -: "بُعِثْت إلى الأَحمَر والأَسْودِ" (٤).

سُئِل ثَعْلَب: لِمَ خَصَّ الأحمرَ دون الأَبْيضِ؟ قال: لأنَّ العَربَ لا تقول: رَجلٌ أبيضُ، من بَياض اللَّون، إنما الأبيضُ عندهم الطَّاهِرُ النَّقِىُّ من العُيُوب.


(١) الكدرة من الألوان: ما نحا نحو السّواد والغبرة، والرقشاء: فيها نقط سواد وبياض، والدهساء: لون كلون الرمال، وقيل: لون يعلوه أدنى سواد. "المرجع السابق".
(٢) الزّعارّة، وتخفف الراء، الشراسة. (القاموس: زعر).
(٣) ألقى عليه عَبالَّتَه: ثِقَله (الوسيط: عبل).
(٤) انظر الفائق (حمر) ١/ ٣١٧، والمراد: العرب والعجم.