للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذين قاموا بتأليف هذه الكتب، ثم نُتْبِعها بكلمة أخرى مماثلة بالنسبة لغريب حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم نذكر بعد ذلك مَرحلَة الجمع بين غريبى القرآن والسنة في كتاب واحد فنقول:

أمّا بالنسبة (١) لغريب القرآن، فأوّل مَنْ يُعزَى إليه كتاب في غريب القرآن: هو عبد الله بن عباس (ت: ٦٨ هـ) وهو يضمّ بعض الأقوال التي قالها ابن عباس في تفسير الغريب من ألفاظ القرآن، ولم يكن هو الذي دَوّنها في كتاب، وإنما دَوّنها بَعضُ رواة هذه الأقوال. وكان يعتمد على الشعر في تفسير ألفاظ القرآن الكريم.

ثم صنّف أبو سعيد أَبَان بن تَغْلب بن رِيَاح البَكْرِى (ت: ١٤١ هـ) كتابا (٢) في غريب القرآن، وذَكَر شواهدَه من الشعر.

ثم ألَّف في غريب القرآن من اللغويين أبو فيد مُؤرِّج السّدوسي (ت: ١٩٥ هـ) كتابا في غريب القرآن، ولكنه لم يصل إلينا.

ثم تعاقبت التآليف في غريب القرآن، فَمِن مؤلّفِي القرن الثالث: أبو محمد يحيى بن المبارك اليَزِيدىّ (ت: ٢٠٢ هـ)، والنَّضْر بنُ شُمَيل (ت: ٢٠٣ هـ)، وأبو عبيدة معمر بن المثنى (ت: ٢١٠ هـ)، والأخفش الأوسط: سعيد بن مسعدة (ت: ٢٢١ هـ)، وأبو عبيد: القاسم ابن سلام (ت: ٢٢٤ هـ)، ومحمد بن سلام الجُمَحِىّ (ت: ٢٣١ هـ)، وأبو عبد الرحمن: عبد الله بن محمد العدوي، المعروف بابن اليَزِيدي، تِلميذ الفَرّاء، وابن قتيبة (ت: ٢٧٦ هـ)، وثعلب (ت: ٢٩١ هـ).

ومنهج كتاب ابن قتيبة خليط من منهجي كتب اللغة، كتب التفسير، فهو يضم ظَواهرَهما معاً، فبينما يفسّر الألفاظ لغويا، ويستشهد عليها بالشعر


(١) انظر كتاب المعجم العربي للدكتور حسين نصار.
(٢) معجم الأدباء لياقوت ١/ ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>