للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* رَمانِى بأَمرٍ كُنتْ منه ووالِدِى ... بَرِيئاً ... (١)

وقال البُرجُمِىُّ (٢):

فمَنْ يَكُ أَمسَى بالمَدِينة رَحلُه ... فإِنِّى وقَيَّارٌ بها لَغَرِيبُ

وأما قَولُه تَعالَى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (١٢) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} (٣) الهاءُ كِنايةٌ لِمَا، كأَنَّه قال على ظُهورِ ما تَركَبون، وقَولُه: {مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ} (٤) أَنَّث "مَا" ثم قال: {وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا} ذَكَّر "ما" لأنَّه في اللَّفظ مُذَكَّر، كما قال تَعالَى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ} (٥) ثم قال: {خَالِدِينَ} فجَعَل "مَنْ" واحِدًا في قَولِه: {قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا}

وكقَولِه تَعالَى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (٦).


(١) عجز البيت في الكتاب لسيبويه ط هارون ١/ ٧٥.
* بريئا ومن أجل الطوِيّ رَماني *
(٢) هو ضَابِىء بنُ الحَارِث البُرْجُمِىّ، شاعر خبيث اللسان، عُرِف في الجاهلية، وأَدرَك الِإسلامَ، عاش بالمدينة إلى أَيَّام عثمان، مات نحو ٣٠ هـ المعاني الكبير لابن قتيبة/ ٧٣٥، ٧٥٥، ٧٦٣. وقَيَّار: اسم رَجُل، وقيل: اسمُ فَرَس، وقيل: اسمُ جَمَل ضابِىء، والبيت في خزانة الأدب ٩/ ٣٢٦، واللسان (قير)، وشواهد كتاب سيبويه ١/ ٣٨، ومجالس ثعلب ٢/ ٥٣٠.
(٣) سورة الزخرف: ١٣.
(٤) سورة الأنعام: ١٣٩ {وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا}.
(٥) سورة الطلاق: ١١.
(٦) سورة البقرة: ١١٢.