للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ومنه حديث محمد (١) بن علي: "تصَدَّق بجِلالِ بُدْنك وسُفْرها".

هو جمع السِّفار - وإن رُوِى: مِسْفَرات، بكسر الميم، فمعناه القَويَّة على السَّفَر. يقال: رجلٌ مِسْفرٌ، وناقة مِسْفَرةٌ: قَوِيّان على السَّفر، قاله الأَصمَعِىّ.

- في حديث إبراهيم (٢): "أنَّه سَفَر شَعْرَه"

: أي استَأْصَلَه، كأنه سَفَره عن رَأسه: أي كَشَفه، ومنه سُمِّي السَّفَر لأنه يُسْفِر ويَكْشِف عنِ أخلاقِ الرَّجال.

وأَسفَر الصُّبْح: انكَشَف، وسَفرت المَرأَةُ عن وَجْهِها، والرجلُ عن رَأسِه، فهُمَا سَافِران.

- ومنه الحَديثُ: "أسْفِروا بالصُّبح (٣) فإنه أعظَمُ للأَجْر".

قال الخَطَّابي: يحتمل أنهم حين أُمِرُوا بالتَّغْلِيس بالفَجْر كانوا يُصلُّونها عند الفَجْر الأَوَّل رغبةً في الأَجْر فقيل: أسْفِروا بها أي أَخَّروها إلى ما بعد الفجر الثاني، فإنه أَعظَمُ للأَجْر، (٤ ذكَرَ الأَثْرمُ عن أحمدَ. نحوه ٤). ويَدُلّ على صحة قَول الخَطَّابي ما أخبرنا أحمدُ بنُ العباس، ومحمد بن أبي القاسم، ونوشروان بن


(١) ن: "ومنه حديث الباقر" - والحديث في اللسان (سفر) تصدّق بحلال يَدِكَ وسَفْرِها "خطأ".
(٢) ن: "ومنه حديث النخعى": أي إبراهيم النخعى".
(٣) ن: أسفروا بالفجر ..
(٤ - ٤) سقط من ب، جـ.