للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

والخلاف في هذه المسألة إنما هو في أن المستفاد من الأمر ما هو؟ هل هو شيء واحد، أو متعدد؟

فشيخنا يقول: طلب الحركة هو نفس طلب انتفاء السّكون، فمن قام (١) بنفسه طلب الحركة، فالقيام بنفسه طلب انتفاء السكون، وهذا الشيء القائم في النفس متعلّقه في الخارج واحد؛ فإن انتفاء السُّكون هو نفس الحركة؛ إذ لا واسطة بينهما.

وقاضينا [آخذًا يقول] (٢) طلب الحركة يتضمّن طلب انتفاء السُّكون، وليس هو هو.

وإمامنا يقول: ليس هو ولا يتضمنه.

وقال: من قال: الأمر هو النَّهي بعينه، فقوله عري عن التحصيل، فإن القول القائم.

بالنفس الذي يعبر عنه بـ "افعل" مغاير للذي يعبر عنه بـ "لا تفعل".

قال: ومن جحد هذا سقطت مُكَالمته، وعُدَّ مباهتًا.

وهذا حَيْدٌ عن الإنصاف، والقول بهذا يتوارثه فُحُول النُّظَّار خلفًا عن سَلَفٍ، أَفَتَرَاهم يستمرُّون على جَحْدِ الضروريات (٣) والقوم لا يقولون هذا؟

وإنما يقولون: القول القائم بالنفس الذي هو "تحرك" [هو] (٤) القول الذي هو "لا تسكن"، لا أنه القول الذي هو "لا تتحرّك".

وأمّا قولكم: وإن كان الكلام في المَخْلُوق، فكيف يقال: إنه هو أو يتضمّنه مع احتمال الذُّهول؛ فهي عُمْدة إمام الحرمين، ونحن نمنعها، ولا يجوز الذُّهول، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

وأنا إن خرجت في هذا المكان عن طريق الاختصار، فيقال: يقل له أن يكتب سواد الليل على بياض النهار.


(١) في حاشية ج: قوله: فمن قام بنفسه … إلخ كيف هذا والحقيقتان متباينتان، فإن طلب الحركة طلب متعلق بالحركة، والنهي عن السكون طلب كف عن السكون، نعم القول بالتضمن قريب. تدبر.
(٢) في ب أخيرًا يقول.
(٣) في أ، ب، ج: الضرورات.
(٤) سقط في أ، ب، ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>