للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

لا يجوز انتفاء الفضيلة مع انتفاء الجواز؛ لأنه لا بد من وجوب الجواز حتى يثبت انتفاء الفضيلة.

ولك منازعة الإِمام، وابن السمعاني في [أنّ] (١) نفي الكمال يقتضي إِثبات الجواز؛ فإِن نفي الأخصّ لا يستدعي ثبوت الأعم، بل هو صادق وإِن لم يثبت الأعم أيضًا كما في قوله تعالى: ﴿بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾ [سورة الرعد: الآية ٢] أي: لا عمد لها فترونها.

وقوله تعالى: ﴿لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾ [سورة البقرة: الآية ٢٧٣].

وقولهم في صفة محاسن النبيّ : "لا تثنى فلتاته" أي: لا فلتات له فتثنى، وقول الشّاعر: [الطويل]

عَلَى لاحِبٍ (٢) لا يُهْتَدَى بِمَنَارِهِ … إِذَا سنافَهُ الْعُودُ النَّبَاطِيُّ جَرْجَرَا (٣)

أي: لا منار له فيهتدى به.

وقول الآخر، وهو زهير: [البسيط]

إِنَّ ابْنَ وَرْقَاءَ لا تُخْشَى بَوَادِرُهُ … لَكِنْ وَقَائِعُهُ فِي الحَرْبِ تُنْتَظَرُ (٤)


(١) سقط في ب.
(٢) في حاشية ج: قوله: "على لا حب … إِلخ اللاحب: الطريق الواسع وسافه: بسين مهملة، وفاء مشمة، والعود بعين مفتوحة ودال مهملة: الجمل المسن.
والديافي - بدال مهملة وتحتية وفاء -: الضخم نسبة إِلى دياف موضع بالجزيرة، والجرجرة: صوت يردده البعير في حنجرته. معاهد.
(٣) البيت لامرئ القيس، وهو في ديوانه ص ٦٦، واللسان ٣/ ٢١٥٣ قوله: "لا يهتدي بماره" أي ليس فيه علم، ولا منار فيهتدي به يصف أنه طريق غير مسلوك، فلم يجعل فيه علم، وقوله: "إِذا سافه العود" أي إِذا شمه المسنُّ من الإِبل صوَّت ورغا لبعده وما يلقى من مشقته، والنَّبَاطيُّ: الطريق البين الذي طرقته الحوافر أي أثرت فيه فصارت فيه طرائق وآثار بينة، هذا أصله، ثم يستعمل لكل طريق بين وخفيّ، وبناؤه على فاعل، وكان حقه أن يبنى على مفعول لكنه على النسب كما قال: "عيشة راضية" بمعنى مرضية، ومعنى "جر جَر": صوّت.
(٤) البيت لزهير بن أبي سلمى كما قال المصنّف وهو في ديوانه ص ٥٣، يريد أن ابن ورقاء ليس ممن يغدر أو يغتال، لكنه يجاهر بالحرب ويدعو إِليها. =

<<  <  ج: ص:  >  >>