التاسع: أن المراد بالقلة العدم، يريد: لاتبعتم الشيطان كلكم وعدمَ تخلُّفِ أحدِ منكم، نقله ابن عطية عن جماعة وعن الطبري، ورَدَّه بأن اقتران القلة بالاستثناء يقتضي دخولَها، قال: "وهذا كلامٌ قلق، ولا يشبه ما حكى سيبويه من قولهم: "هذه أرضٌ قَلَّ ما تنبت كذا" أي لا تنبت شيئًا. وهذا الذي قاله صحيح، إلا أنه كان تقدم له في البقرة في قوله تعالى: ﴿وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ أن التقليل هنا بمعنى العدم، وتقدَّم الردُّ عليه هناك، فَتَنبَّهَ لهذا المعنى هنا، ولم يتنبهْ له هناك. العاشر: أن المخاطبَ بقوله "لاتبعتم" جميعُ الناس على العموم، والمرادُ بالقليلِ أمةُ محمد ﷺ خاصة، وأيَّد صاحبُ هذا القولِ قولَه بقوله ﵇: "ما أنتم في سواكم من الأمم إلا كالرَّقْمة البيضاء في الحور الأسود".