للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَبِمَا لا تَعُمُّ بِهِ الْبَلْوَى عَلَى الآخَرِ فِي الآحَادِ.

وَبِمَا لَمْ يَثْبُتْ إِنكَارٌ لِرُوَاتِهِ عَلَى الآخَرِ.

وحاصله: أن ما سكت عنه مع الحضور أولى مما سكت عنه مع الغيبة، "وبورود صيغة" صدرت من النبي "فيه" أي: في ذلك الخبر بلفظها بغيبة "على" الآتي بمعنى "ما فهم" من الصيغة، وحاصله تقديم الرواية باللفظ على الرواية بالمعنى حتى يقدم الحديث المشتمل على صيغة واحدة مروية بلفظها على ما كله مروي بالمعنى.

الشرح: "وبما لا تعمّ به البلوى على الآخر في الآحاد" أي: وهذا يختصّ بالآحاد.

وبهذا رجحت الحنفية حديث بُسْرة (١) على طَلْق (٢) في مسّ الذكر.

ولقائل أن يقول: لا حاجة إِلى قيد "الآحاد" مع العلم بأن المتواترين، والمتواتر والآحاد لا تعارض فيهما.

الشرح: "بما لا يثبت إنكار لرواية على الأخرى"، أي: ما أنكر الأصل رواية الفرع فيه مرجوح بالنسبة إلى ما لم ينكر، وهذا فيما إِذا أنكر الأصل وصمّم على إنكاره، مثل


(١) بسرة - بالضم - بنت صفوان بن نوفل بن أسد بن عبد العُزَّى الأسدية. مهاجرية، لها أحد عشر حديثًا، وعنها عبد الله بن عمرو بن العاص، وعروة. ينظر ترجمتها في: تهذيب التهذيب: ١٢/ ٤٠٤ ت ٢٧٤٢، وتقريب التهذيب: ٢/ ٥٩١، والثقات: ٣/ ٣٧، وأسد الغابة: ٧/ ٤٠، وأعلام النساء: ١/ ١١٠، والاستيعاب: ٤/ ١٧٩٦، والإصابة ٧/ ٥٣٦، وتجريد أسماء الصحابة: ٢/ ٢٥١، والكاشف: ٣/ ٤٦٦، والإكمال: ٧/ ٤٢٦، وتراجم الأحبار: ١/ ١٥٧، والخلاصة: ٣/ ٣٧٦، وتهذيب الكمال: ١٦٧٩، وتصحيفات المحدثين: ٥٨٣، وتبصير المنتبه: ٤/ ١٤٩٣.
(٢) قيس بن طلق بن علي بن المنذر، الحنفي اليمامي. روى عن: أبيه. وعنه: ابنه هوذة وعبد الله بن النعمان السحيمي وعبد الله بن بدر وغيرهم. قال العجلي: يمامي ثقة، وأبوه صحابي. وذكره ابن حبان في الثقات. وذكره أبو موسى في الذيل وقال: أورده جعفر وغيره من الصحابة. قال ابن أبي حاتم عن أبيه: قيس ليس ممن تقوم به حجة، ووهاه، وقال ابن معين: لقد أكثر الناس من "قيس" وإنه لا يحتج بحديثه. ينظر: تهذيب التهذيب ٨/ ٣٩٨ (٧٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>