للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ولم يحيطوا بهذه المقدمة وأشباهها، ثم أفتى ابن الصَّلاح بتحريم الاشتغال بالمَنْطِقِ، وقال: هو مدخل الفلسفة (١)، ومدخل الشَّرِّ، وليس الاشتغال بتعليمه وتعلُّمه مما أباحه الشَّارع، ولا استباحه أحدٌ من الصحابة والتابعين، والأئمة المجتهدين، والسلف الصالحين، وسائر من يُقتَدَى بهم من أعلام الأمة وسادتها، وأركانِ الله وقادتها، قد برأ الله الجميع من معرفة ذلك وأدْناسه، وطهَّرهم من أوضاره.

وأما استعمالات الاصطلاحات المشنعة المنطقية في مباحث الأحكام الشرعية، فمن


= والمشاهد إلا تبوك. وولي أمر الأمة بعد أبي بكر ، وفتح في أيامه عدة أمصار، أسلم بعد أربعين رجلًا، عن ابن عمر مرفوعًا: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه"، ولما دفن قال ابن مسعود: ذهب اليوم بتسعة أعشار العلم. استشهد في آخر سنة ثلاث وعشرين، ودفن في أول سنة أربع وعشرين، وهو ابن ثلاث وستين، وصلى عليه صهيب، ودفن في الحجرة النبوية، ومناقبه جمة.
ينظر ترجمته في: تهذيب "التهذيب" ٧/ ٤٣٨ (٧٢٤)، وتقريب "التهذيب" ٢/ ٥٤، وخلاصة تهذيب الكمال ٢/ ٢٦٨، والكاشف ٣٠٩، وأسد الغابة ٤/ ١٤٥، والرياض المستطابة ١٤٧، والاستيعاب ٣/ ١١٤٤، وتجريد أسماء الصحابة ١/ ٣٨، ٥٥، وطبقات ابن سعد ٩/ ١٤١، وطبقات الحفاظ ٦٢٨.
(١) الفلسفة باليونانية: محبة الحكمة، والفيلسوف هو: فيلا وسوفا، وفيلا: هو المحب، وسوفا: الحكمة؛ أي هو محب الحكمة.
والحكمة قولية وفعلية.
أما الحكمة القولية، وهي العقلية أيضًا؛ فهي كل ما يعقله العاقل بالحد، وما يجري مجراه مثل الرسم، والبرهان، وما يجري مجراه مثل الاستقراء، فيعبر عنه بهما.
وأما الحكمة الفعلية فكل ما يفعله الحكيم لغاية كمالية.
ومن الفلاسفة: حكماء الهند من البراهمة لا يقولون بالنبوات أصلًا، ومنهم: حكماء العرب، وهم شرذمة قليلون؛ لأن أكثر حكمهم فلتات الطبع، وخطرات الفكر، وربما قالوا بالنبوات.
ومنهم: حكماء الروم، وهم منتسبون إلى القدماء الذين هم أساطين الحكمة، وإلى المتأخرين وهم المشاءون، وأصحاب الرواق، وأصحاب أرسطوطاليس وإلى فلاسفة الإسلام الذين هم حكماء العجم، وإلا فلم ينقل عن العجم قبل الإسلام مقالة في الفلسفة؛ إذ حكمهم كلها كانت متلقاة من النبوات، إما من الملة القديمة، وإما من سائر الملل. غير أن الصابئة كانوا يخلطون الحكمة بالصبوة. وينظر تفصيل ذلك في: الملل والنحل ٣/ ١١٦، ١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>