للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَمُهْمَلَةٌ؛ كُلٌّ مِنْهَا مُوجَبةٌ، وَسَالِبةٌ، وَالْمُتَحَقِّقُ فِي الْمُهْمَلَةِ - الْجُزْئِيَّةُ فَأُهْمِلَتْ.

"ومهملة"؛ وهي ما ليس موضوعها جزئيًّا معيَّنًا، ولم يبيَّن فيه كلّيته ولا جزئيته؛ نحو] (١): الإنسان في خسر.

ثم "كل منها" (٢)، أي: من القضايا الأربعة "موجبة"، أي (٣): حُكِمَ فيها بثبوت أحد الطرفين للآخر، "وسالبة"، أي: حكم برفع هذا الثبوت؛ فتصير (٤) ثماني قضايا.

"والمتحقِّق في المهملةِ - الجزئيَّةُ"؛ [لأنها متحقِّقة، سواء كانت (٥) جزئية، أم كلّية؛ إذ الجزئية لا يُعْتبر (٦) فيها عدم الكلّية؛ من عدم التعرّض لها؛ "فأهملت" لذلك] (٧).

ولم يَذكر البعضَ فيها؛ لأن ذكره يقع مُستغنىً عنه؛ وينبغي أن يفهم أن من محاسن المصنّف: قوله: لمتحقِّق (٨) في المهملةِ - الجزئيةُ؛ فإنه أشار به إلى أنا لا ندعي أن المهملة جزئية؛ بل [إن] (٩) القدر (١٠) المتحقِّق (١١) منها ذلك؛ كما قررناه، ولم يقل أحد من القوم: إنها جزئية (١٢)، ولو أرادوا ذلك، لخالفوا ما قرره غيرهم؛ من أنها مشتملة على صيغة العموم؛ كقولك: الإنسان حيوان، بل يريدون أنّ صلاحيتها للجزئية، والكلية؛ على حدّ واحد، وقد صرَّح بذلك ابن سينا (١٣) في "الإشارات"، وقرره الإمام فخر الدِّين، وغيره.


(١) سقط في ت.
(٢) في أ: فيهما.
(٣) في أ، ب، ج: أن.
(٤) في ت: فيصير.
(٥) في أ: أكانت.
(٦) في أ، ب، ت، ح: يعبر.
(٧) سقط في ت.
(٨) في أ، ح: المحقق.
(٩) سقط في ت.
(١٠) في ح: القدرة.
(١١) في أ، ح، ج: المحقق.
(١٢) في ت: جزئيته.
(١٣) الحسين بن عبد الله بن سينا، أبو علي، شرف الملك، الفيلسوف الرئيس، صاحب التصانيف في الطب والمنطق والطبيعيات والإلهيات، ولد بـ"بخارى" في ٣٧٠ هـ طاف البلاد، وناظر العلماء، واتسعت شهرته. من كتبه الإشارات، والطير، والإنصاف، ولسان العرب، وغيرها توفي ٤٢٨ هـ.
ينظر: وفيات الأعيان ١/ ١٥٢، وابن العبري ٣٢٥، وآداب اللغة ٢/ ٣٣٦، ولسان الميزان ٢/ ٢٩١، والذريعة ٢/ ٤٨، ٩٦، والأعلام ٢/ ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>