للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عُمُومٌ؛ فَيَجِبُ الانْدِرَاجُ؛ فَيَلْتَقِي مَوْضُوعُ الصُّغْرَى وَمَحْمُولُ الْكُبْرَى.

وإذا كانت الصغرى خصوصًا، والكبرى عمومًا، "فيجب الاندراج"؛ إذ الخصوص مندرجٌ في العموم؛ "فيلتقي (١) موضوع الصُّغرى، ومحمول الكبرى"، نفيًا وإثباتًا؛ وهو النتيجة؛ نحو: الوضوء (٢) عبادة، وكل عبادة بِنِيَّةٍ (٣)؛ فإنّ الوضوء أخصّ من العبادة (٤)؛ فلذلك نقول:


(١) في حاشية ج: قوله: "فيلتقي … " إلخ عبارة العضد: فيلتقي موضوع الصغرى ومحمول الكبرى وهو النتيجة. قال السعد: وانتساب محمول الكبرى، إلى موضوع الصغرى هو معنى التقائهما الذي هو النتيجة.
(٢) والوُضوء بضم الواو: الفعل، وبفتحها: الماء المتوضأ به، هذا هو المشهور؛ وحكي الفتح في الفعل، والضم في الماء، وهو في اللغة: عبارة عن النظافة والحسن، وفي الشرع: عبارة عن الأفعال المعروفة. ينظر: لسان العرب ٦/ ٤٨٥٤، ٤٨٥٥، وتهذيب اللغة ١٢/ ٩٩، وترتيب القاموس المحيط ٤/ ٦٢٢.

واصطلاحًا:
عرفه الحنفية بأنه: الغسل والمسح في أعضاء مخصوصة.
وعرفه الشافعية بأنه: استعمال الماء في أعضاء مخصوصة مفتتحًا بنيَّةٍ.
وعرفه المالكية بأنه: إزالة النجس، أو هو رفع مانع الصلاة.
وعرفه الحنابلة بأنه: استعمال الماء الطهور في الأعضاء المخصوصة على صفة مفتتحة بالنيَّة.
ينظر: الاختيار ١/ ٧، ومغني المحتاج ١/ ٤٧، والخرشي ١/ ٢٠، والمبدع ١/ ١١٣.
(٣) لغةً: القصدُ والعزم، وشرعًا: القصدُ إلى الفعل، وفي عين العلم "هي الإرادة الباعثة للأعمال من المعرفة" وفي التلويح "هو قصد الطاعة والتقرب إلى الله في إيجاد الفعل" قال ابن رجب: "النية تقع بمعنيين: أحدهما: تمييز العبادات بعضًا عن بعض، كتمييز صلاة الظهر من صلاة العصر والثاني: تمييز المقصود بالعمل هل هو اللهِ وحده". وفي نور الإيضاح: "حقيقتها عقد القلب على العمل". والفرقُ بين الإرادة والنية أن المعتبر في الإرادة هو إصدار المراد، ولا يعتبر فيها غرض المريد؛ فإنها تستعمل بدون ذكر الغرض أيضًا بخلاف النية؛ فإنها يعتبر فيها غرض، ولا يكاد يتركب معها ذكر الغرض؛ ويقال: نويت لكذا، ولهذا لا يقال: "نوى الله" ويقال: "أراد الله سبحانه" وفي "الأشباه": "إن للنية شروطًا الأول: الإسلامُ؛ لذا لم تصح من كافر، والثاني: التمييزُ؛ فلا تصح عبادة صبي غير مميّز، والثالث: العلمُ بالمنوي، والرابع: ألا يأتي بالمنافي بين النية والمنوي".
(٤) والعبادة وهي في اللغة: الطاعةُ من الخضوع، وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف، قال المهائمي: العبادة تذلّل لغيرٍ عن اختيار لغاية تعظيمه، فخرج التسخير والسحر والقيام والانحناء لنوع تعظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>