للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَالضَّرُورِيَّاتُ:

مِنْهَا: الْمُشَاهَدَاتُ الْبَاطِنَةُ؛ وَهِيَ مَا لَا يفْتَقِرُ إِلَى عَقْلٍ؛ كَالْجُوعِ وَالأَلَمِ.

وَمِنْهَا: الْأَوَّليَّاتُ؛ وَهِيَ: مَا يَحْصُلُ بِمُجَرَّدِ الْعَقلِ؛ كَعِلْمِكَ بِوُجُودِكَ؛ وَأَنَّ النَّقِيضَيْنِ يَصْدُقُ أَحَدُهُمَا.

وَمِنْهَا: الْمَحْسُوسَاتُ؛ وَهِيَ: مَا تَحْصُلُ بِالْحِسِّ.

وَمِنْهَا: التَّجْرِبِيَّاتُ؛ وَهِيَ: مَا تَحْصُلُ بِالْعَادَةِ؛ كَإِسْهَالِ الْمُسْهِلِ، وَلإِسْكَارِ.

بلالٌ (١) أن يقيم: "يُقِيمُ أَخُو صُدَاء؛ فَإِنَّ أَذَّنَ، فَهُوَ يُقِيمُ.

الشرح: "والضروريات" (٢) كثيرة، فنذكر الأشهر منها؛ لأنا قد قلنا: إن المقدمات تنتهي إليها، [فنقول] (٣): "منها: المُشَاهدات الباطنة"؛ وتسمى الوِجْدَانِيَّات؛ "وهي: ما لا تفتقر (٤) إلى عَقْلٍ؛ كالجوع والألم"؛ تدركه (٥) البهائم.

"ومنها: الأوَّلِيَّات؛ وهي: ما يحصل (٦) بمجرد العَقْلِ"، ولا يشترط إلَّا حضور الطرفين، والالتفات إلى النسبة؛ "كعلمك بوجودك؛ وأن النقيضين يصدق أحدهما"؛ فلا يصدقان معًا، ولا يكذبان.

"ومنها: المَحْسُوسَاتُ؛ وهي: ما يحصل بالحِسِّ" الظاهر، أي: المَشَاعر الخمس؛ كالعلم بأن الشمس مضيئة، والنَّار حارة.

"ومنها: التَّجْرِيبِيَّات (٧)؛ وهي: ما يَحْصُلُ بالعادة"، أعني تكرر الرتب (٨) من غير علاقة


(١) بلال بن رباح المؤذن مولى أبي بكر، له كنى، شهد بدرًا والمشاهد كلها، وسكن دمشق. له أربعة وأربعون حديثًا، اتفقا على حديث، وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بحديث. قال أنس: بلال سابق الحبشة. قال عمر: أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا، وكان بلال ممن عذب في الله تعالى. مات سنة عشرين، عن بضع وستين سنة. ينظر: الخلاصة ١/ ١٤٠، وتاريخ خليفة ٩٩، ١٤٩، والعبر ١/ ٢٤، وتهذيب التهذيب ١/ ٥٠٢، وشذرات الذهب ١/ ٣١، وسير أعلام النبلاء ١/ ٣٤٧.

(٢) في هامش ت: أقسام الضروريات.
(٣) سقط في ت.
(٤) في ت: يفتقر.
(٥) في أ، ج: يدركه، وفي ح: لم يدركه.
(٦) في أ، ج، ح: عصل.
(٧) في ب: التجريبات، وفي ت: الجزئيات.
(٨) في ت: الترتيب، وفي ج: الترتب.

<<  <  ج: ص:  >  >>