للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالُوا: لَوْ وَقَعَ، لَعَرِيَ عَنِ الْفَائِدَةِ؛ قُلْنَا: فَائِدَتُهُ التَّوْسِعَة، وَتَيْسِيرُ النَّظْمِ وَالنَّثْرِ لِلرَّوِيِّ أَوِ الْوَزْنِ، وَتَيْسِيرُ التَّجْنِيسِ وَالْمُطَابَقَةِ.

الشرح: ومنكرو الترادف "قالوا: لو وقع، لعري" اللفظ "عن الفائدة"؛ لحصولها باللَّفظ الآخر؛ "قلنا: فائدته: التوسعة" في العبارة، "وتيسير النَّظْم والنثر وللرَّوِيِّ" (١)، وهو الحرف الذي تبنى (٢) عليه القصيدة، سواءٌ أكان (٣) آخر حرف في البيت أم لا، "أو الوزن"؛ بسبب موافقة أحد اللفظين رويًّا، أو استقامةٍ للوزن دون [الآخر] (٤)، "أو تيسيرُ التجنيسِ والمُطَابقة"؛ فلا يخفى أن قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ﴾ [سورة الروم: الآية، ٥٥]- أبلغُ من قولنا: ما لبثوا غير لحظة، وقولَهُ: ﴿وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ [سورة الكهف: الآية، ١٠٤]- أوقعُ من قولنا: وهم يتوهَّمون أنهم يحسنون، وأقسامُ الجناس كثيرةٌ معروفةٌ في البديع، وتيسيرُ المُطَابقة (٥)؛ وهي الجمع بين المُتَضَادَّين، مع مُرَاعاة التَّقَابل فيه - نحو: ﴿فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا﴾ [سورة التوبة: الآية، ٨٢].


= وذكره ابن أبي حاتم وبيض فهو مجهول، وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره ص (١٣٨، ج ١) ذكره "أي موسى بن جبير" ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل ولم يحك فيه شيئًا من هذا ولا هذا، فهو مستور الحال انتهى. فهذا أيضًا يدل على ما قلنا: بأن ابن عميرة ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه الجرح ولا التعديل فهو مجهول، ويؤيده قول الحربي: لا أعرفه. كما في التهذيب ص (٣٤٤، ج ٥). وقال الحافظ في التقريب: مقبول، أي حيث يتابع، وأما توثيق ابن حبان وحده فلا يعتبر به.
(١) في الأصول: والروي، والمثبت من أصل الكتاب.
(٢) في أ، ب: يبنى.
(٣) في ب: كان.
(٤) سقط في ب.
(٥) المطابقة، وتسمى التطبيق والطباق والتكافؤ، والتضاد أيضًا: هي الجمع بين معنيين متضادين، أي متقابلين في الجملة، أي يكون بينهما تقابل، وتناف، ولو في بعض الصور، ويكون ذلك الجمع بلفظين، إما من نوع واحد من أنواع الكلمة اسمين نحو: ﴿وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ﴾ ونحو قوله:
ولقد نزلت من الملوك بماجد … فقر الرجال إليه - مفتاح الغنى
أو فعلين، نحو: "يحيي ويميت" ونحو: "ثم لا يموت فيها ولا يحيى" وكقوله:
أما والذي أبكي، وأضحك، والذي … أمات، وأحيى، والذي أمره الأمر
أو حرفين نحو: ﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾ وكقوله: [الطويل]
عَلَى أَنَّنِي رَاضٍ بِأَنْ أَحْمِلَ الْهَوَى … وَأَخْلُصَ مِنْهُ لَا عَلى، وَلَا لِيَا

<<  <  ج: ص:  >  >>