للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالُوا: خَلَعَ نَعْلَه، فَخَلَعُوا، فَأَقَرَّهُمْ عَلَى اسْتِدْلَالِهِمْ وَبَيَّنَ الْعِلَّةَ.

قُلْنَا: لِقَوْلِهِ : "صَلُّوا" أَوْ لِفَهْمِ الْقُرْبَةِ.

الشرح: "قالوا": رابعًا: خلع النبي " وهو في الصَّلاة "نَعْلَهُ فخلعوا" نعالهم، "فأقرهم على استدلالهم" بمجرّد خلعه نَعْلَهُ.

"وبيّن العلة" التي تقضي اختصاصه حيث قال لهم لمَّا انصرف: "لِمَ خَلَعْتُمْ نِعَالَكُمْ؟، قالوا: رأيناك خلعت فخلعنا، فقال: "إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ بِهِمَا خَبثًا رواه أبو داود بإسناد صحيح (١)، وابن خزيمة (٢) في "صحيحه"، وابن حِبَّان (٣)، والحاكم في "مستدركه وقال: على شرط مسلم.

"قلنا": خلعهم النِّعال لم يكن لمجرّد خلعه؛ بل "لقوله : صَلُّوا" كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي" (٤).

ولك أن تقول: ذلك أمر بفعل الصلاة كما فعل.

فلم قلتم: إن منه خلع النعل فليس خلع النعلين من الصَّلاة في شيء.


(١) أخرجه أحمد (٣/ ٢٠) وأبو داود (١/ ٤٢٦) كتاب الصلاة، باب: الصلاة في النعل حديث (٦٥٠) وابن خزيمة (٢/ ١٠٧) رقم (١٠١٧) وابن حبان (٣٦٠ - موارد) والحاكم (١/ ٢٦٠) والدارمي (١/ ٣٢٠) كتاب الصلاة، باب: الصلاة في النعلين.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وأخرجه مرسلًا الحارث بن أبي أسامة كما في "المطالب العالية" رقم (٣٨٢) عن بكر بن عبد الله المزني.
(٢) أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة، النيسابوري، إمام الأئمة، ولد سنة ٢٢٣، أخذ عن المزني والربيع، وقال فيه الربيع: استفدنا منه أكثر مما استفاد منا، وقال ابن سريج: كان ابن خزيمة يستخرج النكت من حديث رسول الله بالمنقاش، وقال الحاكم: ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابًا"، وله الصحيح المشهور. مات سنة ٣١١. ينظر: طبقات ابن قاضي شهبة ١/ ٩٩، وطبقات الشافعية للسبكي ٢/ ١٣٤، والأعلام ٦/ ٢٥٣.
(٣) أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان، التميمي البستي، أحد الأئمة الحفاظ، رحل الكثير، وسمع من أكثر من ألفي شيخ، أخذ علم الحديث عن ابن خزيمة، وكان من فقهاء الدين، وحفاظ الآثار، له الأنواع والتقاسيم، وصنف في الجرح والتعديل والتاريخ والضعفاء. مات سنة ٣٥٤.
ينظر: طبقات ابن قاضي شهبة ١/ ١٣١، والأعلام ٦/ ٣٠٦، ولسان الميزان ٥/ ١١٢.
(٤) تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>