للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجزل) (١) وغيرها في الغريبين فستجد نصّ الكلام في غريب الخطابى، ومع ذلك لا يصرح باسم الخطابى.

أما طريقة أخذه شيئاً من القرآن الكريم، أو الحديث الشريف فقد اقتصر أحياناً على ذِكر كلمتَين أو كلمة واحدة من الآية الكريمة، راجع مادة (أثل) فِيقِول: كقوله تعالى: (وَأَثْلٍ)، ومادة (ذرر) فيقول: قوله تعالى: (مِثْقَالَ ذَرَّةٍ)

وكذلك الحديث فلا يأخذ منه أيضا إلا كلمة واحدة، راجع مادة (دوخل) فيقول: في حديث بعضهم "دَوْخَلَّة"، ويشرح كلمة دَوْخَلة.

وهو بعمله هذا جارٍ على نظام شيخه أبي عبيد الهروى. جاء في الغريبين مادة (أب ب) قال: قوله تعالى: (وفَاكِهَةً وَأبَّا). ومادة (أبل) قال: قوله تعالى: (طَيْراً أَبَابيل). وكذلك الحديث، راجع مادة (أثل) قال: وفي الحديث "غير مُتأثِّلٍ مَالاً"، وهما في هذا ملتزمان بمنهجهما (٢).

وإذا اشتمل الحديث على أكثر من كلمة غريبة، وضع كلّ كلمة في ترتيبها الهجائى، فيجىء الحديث مفرقا بين مواد مختلفة، فمثلا حينما ذكر المثل "عسى الغُوَير أبْؤُساً" أورده مرة في مادة (بأس)، ومرة أخرى في مادة (غور).


(١) وانظر ماة "أوه" في مكانها من الغريبين، ومقدمة الجزء الأول تجد أن أبا عبيد الهروى قال: "أنشدنى شيخى، رحمه الله، للمثقب العبدى يصف ناقته:
إذا ما قمتُ أرحَلُها بليل ... تأَوَّهُ آهةَ الرجل الحزين
ولم يشأ أن يذكر اسم الخطابى، مما دعا محقق الجزء الأول من الغريبين الدكتور محمود الطناحى إلى التوقف في معرفة شيخه هذا، من يكون؟ والكلام منقول عن غريب الخطابى ٢/ ٣٣٩.
(٢) قال ابن الأثير في مقدمة كتابه النهاية / ٩: " ... كان الغرض والمقصد من هذا التصنيف، يقصد الغريبين معرفة الكلمة الغريبة لغة وإعرابا ومعنى، لا معرفة متون الأحاديث والآثار، وطرق أسانيدها، وأسماء رواتها، فإنّ ذلك علم مستقل بنفسه مشهور بين أهله".

<<  <  ج: ص:  >  >>