للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيًا: وقف المعتوه:

العته لغة: التَّعَتُّه: الدَّهَشُ وقد عُتِهَ الرجلُ عَتْهًا وعُتْهًا وعُتَاهًا والمَعْتُوه المَدْهُوشُ من غير مَسِّ جُنُونٍ، وهو نقصان العقل من غير جنون، والمعتوه ناقص العقل (١).

واصطلاحًا: آفة ناشئة عن الذات توجب خللًا في العقل فيصير صاحبه مختلط الكلام (٢).

ومن الفقهاء من قسم العته إلى قسمين:

أحدهما: من اختلط كلامه فمرة يشبه كلام العقلاء، ومرة يشبه كلام المجانين.

والثاني: هو اختلال في العقل كالجنون، ويختلف عن الجنون في أن المعتوه يكون صامت؛ ولذلك يقال له: الجنون الصامت (٣).

وقد اتفق الفقهاء على أنه لا يصح وقف المعتوه (٤)؛ لأن العته اختلال في العقل يلزم منه سلب التكليف وصحة التصرفات.


(١) انظر: تهذيب اللغة، أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط ١، ٢٠٠١ م، ١/ ١٠٠، ومختار الصحاح، زين الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي، المكتبة العصرية، الدار النموذجية، بيروت، ط ٥، ١٤٢٠ هـ/ ١٩٩٩ م، ٢٠٠، والمصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي، ٢/ ٣٩٢، ولسان العرب، محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، مادة (عنه)، ١٣/ ٥١٢.
(٢) كتاب التعريفات، علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني، دار الكتب العلمية بيروت، لبنان، ط ١، ١٤٠٣ هـ/ ١٩٨٣ م، ١٤٧، والتوقيف على مهمات التعاريف، زين الدين محمد بن تاج العارفين الحدادي المناوي القاهري، ٢٣٦.
(٣) انظر: أحكام الوصايا والأوقاف، محمد مصطفى شلبي، هامش ٣٤٥.
(٤) انظر: البحر الزخار الجامع لمذاهب الأمصار، أحمد بن يحيى بن المرتضى، دار الكتاب الإسلامي، ٢/ ٣٠٧، والفتاوى الهندية، لجنة علماء برئاسة نظام الدين البلخي، ٢/ ٣٥٢، وبلغة السالك لأقرب المسالك (حاشية الصاوي)، أبو العباس أحمد بن محمد الخلوتي الشهير بالصاوي المالكي، ٤/ ١٠١، ومطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى، مصطفى بن سعد بن عبده الدمشقي الحنبلي، ٤/ ٢٧٥، وتحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية، الحسن بن يوسف بن علي المطهر المعروف بالحلي، ٣/ ٢٩٥، وشرح الأزهار المنتزع من الغيث المدرار، أبو الحسن عبد الله بن مفتاح، ٣/ ٤٠٩، والمحلى بالآثار، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري، المسألة (١٣٩٩)، ٥/ ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>