للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينصرف إلى الذكور والإناث الصلبيين، فلو قال: وقف على الأبناء أو على أبنائي، فيُصرف الريع إلى الذكور والإناث من أبنائه الصلبيين (١).

القول الثاني: لفظ الأبناء يشمل الذكور الصلبيين فقط: وهو ظاهر مذهب الحنفية (٢)، والحنابلة (٣) أن لفظه يصرف إلى أولاده الصلبيين الذكور، وعلّل الحنابلة قولهم بأن: "لفظ البنين وضع لذلك حقيقة، قال تعالى {أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ} (٤)، فلو قال الواقف: وقفت على الأبناء أو أبنائي، فإن لفظه يصرف إلى أبنائه الذكور دون البنات.

وظاهر الاستعمال الاصطلاحي عند الزيدية أنهم عند الإطلاق هم الأبناء الصلب وأبناءهم، وعند التقييد، هم الصلبيين فقط (٥).

[٤) أبناء البنين]

نسل الإنسان الذكور من أبنائه الذكور، وفيه قولان:

القول الأول: أبناء البنين يشمل الذكور من أبناء الأبناء: ظاهر الرواية عن أبي حنيفة وأبي يوسف (٦)، ومذهب المالكية (٧)، والحنابلة (٨)، هم الذكور من أبناء الأبناء الصلبيين.


(١) انظر مسألة نفقة الآباء والأبناء والأمهات في الكافي في فقه أهل المدينة، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي، المحقق: محمد محمد أحيد ولد ماديك الموريتاني، مكتبة الرياض الحديثة، الرياض، ط ٢، ١٤٠٠ هـ/١٩٨٠ م، ٢/ ٦٢٨.
(٢) انظر مسألة نفقة الأولاد عند الحنفية في: النتف في الفتاوى، أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد السُّغدي، حنفي، المحقق: المحامي الدكتور صلاح الدين الناهي، دار الفرقان/ مؤسسة الرسالة، عمان - بيروت، ط ٢، هـ ١٤٠٤/ ١٩٨٤ م، ١٩٦.
(٣) انظر: الملخص الفقهي، صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، دار العاصمة، الرياض، ط ١، ١٤٢٣ هـ، ٢/ ٢٠٣.
(٤) سورة الطور، آية ٣٩.
(٥) انظر الاستعمال الاصطلاحي للفظ في: كتاب المواريث، تتمة الروض النضير، الصنعاني، ٤/ ٢٨.
(٦) انظر ما جاء في معنى لفظ البنين في: كتاب الوصايا، المبسوط، محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس الأئمة السرخسي، دار المعرفة، بيروت، ١٤١٤ هـ/١٩٩٣ م، ٢٧/ ١٥٨.
(٧) انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، ٥/ ٦٤.
(٨) انظر: منار السبيل في شرح الدليل، إبراهيم بن محمد بن سالم بن ضويان، المحقق: زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، ط ١، ١٤٠٩ هـ/١٩٨٩ م، ٢/ ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>