وصار العلج في الناس في صفوف المصلين ينحر يمينا وشمالا فقتل فيها ستة من الصحابة وحمل عمر مطعونا وجعلوا يشربونه اللبن فيخرج من الجرح فعلموا أن الأمر قد انتهى أوصى عمر ووعظ الناس وذكرهم بالله وانتقل إلى الرفيق الأعلى في قصة مشهودة عظيمة جدا أخرجها الإمام البخاري في صحيحه كانت وفاة عمر شديدة الوطأة على القريب والبعيد قال [ابن المسيب بن رافع] سار إلينا [عبد الله بن مسعود] سبعا من المدينة سبعة أيام إلينا في مكانه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن غلام المغيرة [أبا لؤلؤة] قتل أمير المؤمنين عمر قال فضج الناس وصاحوا واشتد بكاؤهم هذا الخليفة الذي كان يرعاهم فيسوسهم بأمر الله قال ثم قال ابن مسعود إنا اجتمعنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأمرنا علينا [عثمان بن عفان] فأخبرهم الخبر والنتيجة. قال عبد الله بن مسعود لقد أحببت عمر حبا حتى لقد خفت الله من شدة حب عمر خفت الله ولو أني أعلم أن كلبا يحبه عمر لأحببته ولوددت أني كنت خادما لعمر حتى أموت ولقد وجد فقده كل شيء حتى العضاة -شجرة الشوك- إن إسلامه كان فتحا وإن هجرته كانت نصرا وإن سلطانه كان رحمة ذلكم عمر ومناقبه كثيرة جدا وهذا شيء قليل منها والمقصود أيها الأخوة أن لهؤلاء حق علينا في معرفة سيرهم وإن هؤلاء من أراد فليقتد بهم وإن في تذكر هؤلاء سبب لحنين المسلم إلى أيام الخلافة ورغبته في عدل كعدل عمر وقد طبق الأرض اليوم الظلم والجور فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيد للإسلام عزه وأن يقيم الخلافة في أرجاء الأرض اللهم ردنا إلى الإسلام ردا جميلا اللهم اجعلنا ممن أقاموا الشريعة وعملوا بها اللهم اجعل بلدنا هذا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين في تحكيم شرعك يا رب العالمين اللهم ارفع الظلم عن المظلومين اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل الدين.