اقتدي بالصالحات تفوزي في الحياة وفي الممات، واعملي صالحاً ثم اخلصي العمل لله -جل وعلا- تتخلصي، وبلغي العلم إن كنتِ تعلمين شيئاً، بلِّغيه لأنكِ ستُسألين عنه بين يدَي الله عز وجل ماذا عملتِ في ذلك العلم، وإن لم تكوني قد تعلَّمت من العلم شيئاً، فعليكِ أن تتعلمي ما يجب عليكِ؛ لتعبدي الله -عز وجل- على بصيرة وعلى هدى؛ فهذا واجب وفرض عين لا يسقط عن أي إنسان كائناً من كان.
يا أمة الله! إن الإنسان ليَأْلَم يوم يسمع عن عجائز في البيوت لا يُجِدْن قراءة الفاتحة، بل لا يعرفن كيف يصلين، بل لا يعرفن بعض أحكام النساء.
أحد الرجال -كما يذكر أحد الدعاة إلى الله- يعود إلى أهله في البيت في يوم من الأيام، ويُجلس أسرته ليربيهم، ويعرف ماذا وراء هذه الأسرة؟ فجلس معهم، وقال لأمه العجوز اقرئي لي الفاتحة، يريد أن يعرف هل هي تعرف قراءة الفاتحة التي لا تتم الصلاة إلا بها أم لا؟ قالت: وما الفاتحة يا بني؟ قال: إذا كبرتِ ماذا تقولين في صلاتكِ؟ قالت: أقول: لا جريت كتاباً، ولا حسبت حساباً، فلا تعذبني يوم العذاب.
عمرها سبعون سنة، وأنا أقول: ربما أنه يخرج من بيتها من يذهب إلى المتوسطة، وقد حفظ من القرآن ما حفظ، ويخرج من بيتها ويذهب إلى الثانوية، وقد حفظ ما حفظ، وتخرج من بيتها المعلمة وقد حفظت من كتاب الله ما حفظت، لكننا تعلمنا العلم لا لنعمل به، ولكن لتنال شهادة، حاشاكِ -أختي المسلمة- أن يكون هذا ديدنك، إنكِ مسئولة عن هذا {لن تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به؟} فماذا سيكون الجواب يا أمهات المستقبل! ويا معلمات الجيل! ويا مربيات الأمة! اقتدي بالصالحات -كما قلت- وتشبهي بهم، واعملي بما عملوا به، وامشي على أثرهم ليلحقك الله عز وجل بهن.