تقول ذات يوم:[[تزوجني الزبير، وما له في الأرض مالٌ ولا مملوك غير فرسه، فكنت أعلف فرسه، وكنت أكفيه مئونته، وكنت أقوم فوق ذلك بأعباء بيته]].
واسمعوا -يا أيتها الأخوات- لم تكن أسماء عبئاً على زوجها الزبير بما لها من مطالب دنيوية ورغبات ذاتية؛ لأنها لم تطلب الدنيا للمتعة، ولم تطلب من زوجها أن يكون لها لوحدها يحقق رغباتها، ويسعى لتوفير السعادة لها؛ بل كانت هي في خدمة زوجها تسعده وترضيه، وتقف وراءه، وتحتسب ذلك، فهو على ثغر في خارج البيت، وهي على ثغر في داخل البيت، وهذه هي القسمة العادلة، وهكذا تكون الأسرة المسلمة.
فأين تقف المرأة المسلمة اليوم مع زوجها في دعوته؟ هل تتعهده بالطمأنينة؟ هل تشحنه بالعزيمة؟ هل تقف صفّاً وراءه، وتتخلى عن بعض رغباتها في سبيل الله؟ أم أنها تقف عقبة تُعيقُه في طريق دعوته ورسالته، إني لأدعو الأخوات إلى دفع الأزواج، والأبناء، والإخوان، والأخوات إلى الإصلاح والدعوة والعلم، ولهن في أسماء قدوة ونعم القدوة.