[ما لابد منه]
لا بد من المسافر من رفقة، ومن عدة وعتاد، ودليل ومنهاج واستعداد بزاد، وهدف ووجهة، ومحطات استراحة، ووسائل مثبتة، وإشارات مرشدة. ومركب.
فمركبه:
صدق اللجأ إلى الله والانقطاع إليه بكليته وتحقيق الافتقار إليه بكل وجه والضراعة وصدق التوكل والاستعانة به والانطراح بين يديه انطراح المكلوم المكسور الفارغ الذي لا شيء عنده فهو يطلع إلى قيِّمه ووليّه أن يجده ويلم شعثه ويمده من فضله ويستره.
فهذا الذي يرجى له أن يتولى الله هدايته ويكشف له ما خفي على غيره من الطريق.
[دليله ومنهاجه]
أما دليله ومنهاجه فكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم القائل -كما ثبت عنه- ((تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي)). ومن سلك طريقا بغير دليل ضل، ومن تمسك بغير أصل ذل.
كن في أمورك كلها متمسكاً ... بالوحي لا بزخارف الهذيان
وتدبر القرآن إن رمت الهدى ... ...فالعلم تحت تدبير القرآن
[عدة المسافر وزاده]
أما عدة المسافر وزاده: فإيمان وعمل صالح:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) (الكهف:٣٠)
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) (الكهف:١٠٧)
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) (مريم:٩٦)
أين النفوس ترامى غير هائبة ... أين العزائم تمضي ما بها خور
العلم بالحق والإيمان يصحبه ... أساس دينك فابن الدين مكتملا
لا تبن إلا إذا أسست راسخة ... من القواعد واستكملتها عملا
لا يرفع السقف ما لم يبين حامله ... ولا بناء لمن لم يرس ما حملا
[ومن الزاد]
إخلاص لله وقصد بالعمل وجه الله لا سواه:
(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) (البينة: من الآية٥).