للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أسماء بنت أبي بكر وحملها هم الإسلام]

ولنقف مع نموذج هنا وهو وقفة عظيمة أخيرة، وقفة تأمل وتدبر لابد أن نقفها مع هذا النموذج، إنه مع نموذج فريد، مع نموذج درس وحده لنقف مع أسماء رضى الله عنها وأرضاها ذات النطاقين، الصدِّيقة بنت الصديق التي حظيت بموقف لم تحظَ به امرأة قبلها ولا بعدها ولا حتى الرجال، ألا وهو خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيها في الغار، في طريق الهجرة إلى المدينة النبوية، حدثٌ لم يتكرر، وخدمة لن تتكرر.

تزوجت بـ الزبير -رضى الله عنه وأرضاه- وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، رضيت به زوجاً؛ لأنه ابن الدعوة الذي شهد فجرها كما شهدتها هي، ولأنه ابن الدعوة الذي ذاق حلاوة الأذى في سبيلها كما ذاقتها هي، إنهما يشتركان في الإيمان والدعوة والشجاعة.

انتقلت من بيت أبيها إلي بيت زوجها المتواضع، لم تحمل جواهر، أو فساتين، وإنما تحمل همَّ مستقبل الإسلام بين أضلاعها ومصير الدعوة.