ألا فاحمدي الله -يا أخت الإسلام- الذي هداك لهذا الدين، وشرَّفكِ وأكرمكِ ورفع قدركِ بهذا الدين يوم ضلَّ غيرُك من نساء العالمين، ثم استمسكي بحبل الله جل وعلا، واعتصمي بدين الله عز وجل؛ فإنه الركن إن خانتكِ أركان، ثم أنقذي نفسك من النار، يا أَمَة الله! والله لستِ خيراً من فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال لها أبوها يوماً من الأيام كما في صحيح مسلم:{يا فاطمة بنت محمد! أنقذي نفسك من النار، لا أُغني عنكِ من الله شيئاً، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار لا أُغني عنكِ من الله شيئاً} وهذا إخطار لكِ -أمة الله- وإنذار منه صلى الله عليه وسلم، يوم عُرضت عليه النار فرأى أكثرها النساء.
ألا فاعلمي أنكِ عرضة لعذاب الله إن لم تخضعي لأوامر الله إن لم تطيعي الله إن لم تقفي عند أوامره وحدوده وتجتنبي نواهيَه.
ألا فأنقذي نفسك من النار، واعملي بطاعة الله، ولا تجعلي لكِ رقيباً غير الله -جل وعلا- الذي {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}[المجادلة:٧].
إنك -والله- لأعجز من أن تطيقي عذاب النار، إن الجبال لو سُيِّرت في النار لذابت من شدة حرِّها؛ فأين أنتِ -أيتها الضعيفة- من الجبال الشمِّ الراسيات {قل مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى}[النساء:٧٧]، لا مهرب من الله إلا إليه، ولا ملجأ منه إلا إليه الكل راجع إليه الكل مسئول بين يديه الكل موقوف بين يديه، الكل سيُسأل عن الصغير والكبير والنقير والقطمير:{فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الحجر:٩٢] فماذا عسى يكون الجواب؟!
ماذا عسى يكون الجواب يا أخا الإسلام ويا أخت الإسلام؟!
ألا فأعدي وأعدَّ للسؤال جواباً، ثم أعدي للجواب صواباً.
أطيعي الله يا أمة الله! وأطيعي رسوله صلى الله عليه وسلم، خذي من أوامر الله ما استطعتِ، واجتنبي نواهيَه، وقفي عند حدوده، وتمسكي بدين الله.