وينزل صلى الله عليه وسلم والمؤمنون منزلاً، يقول عمر في ذلك المنزل: وقد أصابنا عطش عظيم حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن الرجل لينحر بعيره، فيعتصر فرثه فيشربه، وتضل راحلة النبي صلى الله عليه وسلم ويخرج أصحابه يبحثون عنها، فيقوم أحد المنافقين فيقول: إن محمداً يزعم أنه نبي ويخبركم بخبر السماء وهو الآن لا يدري أين ناقته، ويأتي جبريل رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بالخبر، ويقول: إنَّ رجلاً منكم يقول: إنَّ محمداً يزعم أنَّه نبي ويخبركم بأمر السماء وهولا يدري أين ناقته، وإني -والله- ما أعلم إلا ما علمني الله، وقد دلني الله عليها.
يقول لهم النبي صلى الله عليه وسلم:{هي في هذا الوادي في شعب كذا، قد حبستها شجرة بزمامها، فانْطَلِقُوا حتى تأتوني بها} فذهبوا فوجدوها كما ذكر صلى الله عليه وسلم وظهرت آية نبوته؛ وفُضِحَ هذا المنافق؛ وطُرِدَ عدو الله من جيش محمد صلى الله عليه وسلم.