الصفحة الثالثة: إنما هي نفس واحدة: روى حميد بن هلال كما في السير للذهبي قال: أتى بعض مخالفي أهل السنة مطرف بن عبد الله عليه رحمة الله يدعونه إلى رأيهم المخالف لـ أهل السنة، فقال -واسمعوا لما قال- قال: يا هؤلاء لو كان لي نفسان بايعتكم بإحداهما وأمسكت الأخرى، فإن تبين أن الذي تقولونه هدى أتبعتها الأخرى، وإن كان ضلالة هلكت نفس وبقيت لي نفس، ولكن إنما هي نفس واحدة، والله لا أغرِّر بها، والله لا أغرر بها.
إجابة حازمة وجازمة للدعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها:(إنما هي نفس لا يغرر بها).
إجابة لمن لا يملك تقوى أهل الإسلام، ولا عقول أهل الجاهلية:(إنما هي نفس لا أغرر بها).
إجابة حاسمة جازمة لمن يريد أن تجعل دينك دونه:(إنما هي نفس واحدة لا أغرر بها).
يا من باع كل شيء بلا شيء! واشترى لا شيء بكل شيء:(إنما هي نفس واحدة).
إلى عباد الأهواء والشهوات:(إنما هي نفس واحدة) إلى المتاجرين ببث الشبهات: (إنما هي نفس واحدة).
إنما هي نفس يا عبد الله! فلا تغرر بها، اشترها اليوم فإن السوق قائمة، والثمن موجود وخطير، والبضائع رخيصة وفي ذات الوقت نفيسة، وسيأتي على السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل ولا كثير:{ذَلِكَ يَومُ التَّغَابُنِ}[التغابن:٩]{ويَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا}[الفرقان:٢٧] يوم الحساب.
إنَّ يومَ الحسابِ يومٌ عَسِيرٌ ليسَ فيه للظاَّلمينَ نَصِيرُ