للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[استشعار معية الله]

إن أوصيتكم بوصية فأوصيكم بتقوى الله عز وجل في السر والعلانية، في المنشط والمكره، في العسر واليسر، في السراء والضراء، الجئوا إلى الله، اجعلوا رقيبكم هو الله، اجعلوا حسيبكم هو الله، لا رقيب إلا هو ولا حسيب إلا هو، لا مهرب منه إلا إليه، لا منجا منه إلا إليه سبحانه وتعالى، لا ملتجأ إلا إلى الله عز وجل.

يا أيها الأحبة! خلق الله السماوات سبعاً والأرضين سبعاً، جعل سبحانه وتعالى -كما في الأحاديث- ما بين السماء الدنيا والأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام، وسمك كل سماء مسيرة خمسمائة عام، والله عز وجل من فوق ذلك فوق عرشه بائن على خلقه مستوى على عرشه: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة:٧] هل استشعرنا هذه المعية يا أيها الأحبة؟ لو استشعرنا هذه المعية لاستقام الحال.

إذاً: من هو الرقيب على تصرفاتنا وأعمالنا؟ إنه الله الذي لا إله إلا هو.

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب