انظرن -أيتها الأخوات- إلى أسماء يوم يقدم ابنها المنذر بن الزبير، فأرسل إليها بكسوة من بلاد مرو، كسوة رقاق عتاق، وهي لا ترى، فقامت تتلمس هذه الكسوة، ثم قالت:[[أفٍ أفٍ.
ردوا عليه كسوته]]، فشقَّ ذلك على ابنها، وقال:[[يا أماه! إنه لا يشفُّ -يعني: لا يشف عما تحته- قالت: إن لم يشفّ فهو يَصِفُ، إن لم يَشفّ فهو يَصِفُ]] فاشترى لها ثياباً أخرى لا تشف وأعطاها، فقالت:[[مثل هذا فاكسني يا بني، مثل هذا فاكسني يا بني]] رحم الله أسماء لو رأت ما يصنع بعض نساء المسلمين اليوم، وما يلبسه بعض حفيدات أسماء وخديجة وسمية وصفية ماذا يكون الجواب؟
إننا لنعجب والله من أُذن تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:{صنفان من أهل النار -وذكر منهم- نساءٌ كاسيات عاريات مائلات مميلات -إلى أن قال-: لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسافة كذا وكذا}، ثم لا نزال نرى في بعض المسلمات -هداهنَّ الله- من تلبس الضيق، وتلبس الشفاف، وتجمع الحشف وسوء الكيل؛ فتلبس القصير والضيق والشفاف.
كأن الثوب ظل في صباح يزيد تقلصاً حيناً فحيناً
تظنين الرجال بلا شعور لأنك ربما لا تشعرين
إنه وعيد شديد، وزجر أليم، ماذا بعد الحرمان من الجنة ورائحتها الزكية التي توجد من مسيرة ألف عام وأكثر، إلا النار؟!
يا أيتها المسلمة! إنكِ في هذه الحياة يوم تخالفين أمر الله، تقعين في الوعيد الشديد.
يوم تجوبين الأسواق سافرة، وتقفين مع باعة الأغنيات والمجلات والفيديوهات ماجنة لتحطِّي من قدركِ في هذه الحياة؛ فلا عفاف ولا حياء، والحياء من الإيمان، ثم تتنازلين شيئاً فشيئاً حتى تقعي فيما نسأل الله أن يجيرك منه، وإذا وقعت بالطبع لا أحد -حتى الفجرة- يريدون رؤيتك بهذا المستوى.