[لا ينبغي الطعن في الآخرين بمجرد الاختلاف معهم]
واعجباً لمسلم قبل أن يتعلم مسألة من مسائل الدين، يتعلم كيف يقع في إخوانه المسلمين، ثم يريد أن ينجح ويفلح، متى يفلح؟
متى يفلح مَن يطعن في أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة من سنين؟
متى يفلح من يشفي صدور قوم كافرين بالوقوع في إخوانه المسلمين؟!
تعشى عيون في النهار فلا ترى وترى عيون في الظلام وترقب
ويسير ذو جهلٍ بحكمة غيره ويتيه ذو العقل السديد ويسلب
فيا معاشِر الموحدين! إنَّ أي إنسان يستطيع أن يرمي غيره بكل نقيصة، لكنه لا يستطيع أن يُثبت دعواه إلا إذا كان صادقاً!
وكم على الأرض أشجار مورقة وليس يرجم إلا من به ثمر
كل يصيد الليث وهو مقيد ويعز صيد الضيغم المفكوك
واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، ولو أنه كلما اختلف اثنان تهاجرا وتقاطعا ما بقي بين المسلمين أُخوَّة؛ فَلْيتَّقِ الله امرؤٌ في إخوانه، وليتسع صدره لوِجهات نظرهم، فلا تذهب معه المروءة والمحبة، والمؤمن يستر وينصح، لا يهتك ولا يفضح.
أمنا التقوى وقد أرضعتنا من هواها ونحن نأبى الفطاما
فاشرب من الماء القراح منعماً فلكم وردت الماء غير قراح
وهات حديثاً كقطر الندى يجدد في النفس ما بددا
فيضحي لآمالنا منعشاً ويمسي لآلامنا مرقدا
وقفة جانبية أخرى على الطريق: تقول: لا تسل لئيماً؛ فأذل من اللئيم سائله.
من كان يأمل أن يرى من ساقط نيلاً سنيا
فلقد رجا أن يجتني من عوسج رطباً جنيا