إن الإنسان يوم يتكلم عن هؤلاء يرى بأنه لم يقدم شيئاً، لكني أقول لك: أيها الحبيب! اطلب العلم، ولا تحقرن فائدة من الفوائد؛ فإن القليل إلى القليل كثير، إن فائدةً اليوم وفائدةً غداً وفائدةً بعد غد قد تصبح بعد شهر ثلاثين فائدة، وبعد سنة كم ستصبح؟ فوائد جمة وعظيمة، لكن هل فكرت ونويت، وعلمت أن هذا العلم عبادة أفضل من بعض العبادات.
إن الصلاة عبادة لك لا تتعداك إلى غيرك، أما العلم فعبادة متعدية إلى الغير، يجب أن نعي هذه الأشياء يأيها الأحبة.
اليوم شيءٌ وغداً مثله من نخب العلم التي تلتقط
يحصل المرء بها حكمةً وإنما السيل اجتماع النقط
اجمع ولا تحقر شيئاً من العلم، وجد في طلبه ثم بلغه، فوالله لن يثبت هذا العلم إلا بتبليغه، رجل يقول: سأحفظ كل شيء ويبقى بين جنبيه ولا يبلغه لا يبقى بين جنبيه، وإنما سيضيع من بين جنبيه بين آونة وأخرى وكأنه لم يكن، هذا هو الأمر الأول.