هاهو علي -رضي الله عنه- صبحٌ لا يحجب فلقه، أسلم وهو ابن تسع أو عشر، فأنعم به من فتى لا يجارى خلقه! حياةٌ لم تكن لها صبوةٌ ولا شهوةٌ ولا هفوة لهو الأطفال لم يكن له فيه حظٌ ولا نصيب تبعات الرجال فوق كاهله في نور الآيات قضى طفولته أخذ بنصيبٍ وافرٍ من التعب والنصب والشدة، فقام بأعبائه، وذلك كله ما رده ولا صده، وقع فيه أهل الأهواء رضي الله عنه حتى كفره بعضهم، واضطر ربيب بيت النبوة إلى أن يقول -فيما روي عنه- متحدثاً بنعمة الله عز وجل عليه:
محمد النبي أخي وصهري وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر ذاك من يمسي ويضحي يطير مع الملائكة ابن أمي
بنت محمدٍ سكني وزوجي منوطٌ لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمدٍ ولداي منها فأيكمُ له سهم كسهمي؟
يقول:[[والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها؟ قلت: اغرب عني]].
عند الصباح يحمد القوم السرى وتنجلي عنهم غيابات الكرى