[السعي السعي للاقتداء بالصحابة]
أحبتي في الله: هذه بعض صور من حياة السلف وأخلاقهم ومناهجهم وتوجيهم وتربيتهم وثقافتهم وجهادهم، فما أحوالنا؟ وما أخلاقنا؟ وما ثقافتنا؟ وما توجيهنا؟ وما تربيتنا؟
أين نحن من هذه الأخلاق السامية الجليلة؟
إن المتأمل لأحوال المسلمين اليوم يجد البَونَ شاسعاً بيننا وبين أولئك الصَّحْب، ولكن المحب لهم بحق يسعى للتأسِّي بهم، ويجاهد نفسه ليقترب من خيامهم.
وعندما يعلم الله سبحانه وتعالى صدق التوجه في الوصول إلى هذه الأخلاق العظيمة، فإنه سبحانه يعين مَنْ هذه حَالُهُ، ويأخذ بيده ويهديه سبيله المستقيم: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:٦٩].
ومع أن القصور عن السلف الصالح ملازم لمن جاء بعدهم، ولكن حسبنا أننا نحبهم ونجلهم وإن قصرت أخلاقنا وأعمالنا عنهم، ونحتسب عند الله جلَّ وعلا الكريم أن يجعلنا معهم، ويحشرنا في زمرتهم كما جاء هذا الوعد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه: {أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: وماذا أعددت لها، قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله، فقال صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت، قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بذلك.
ثم قال: فإني أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي لهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم}.
فاللهم إنَّا نشهدك على حبنا لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، والتابعين لهم بإحسان.
اللهم ألحقنا بهم، اللهم احشرنا في زمرتهم وإن قصرت أعمالنا وأخلاقنا عنهم.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رءوف رحيم.
اللهم ارحم هذه الأمة رحمة عامة، يُعزُّ فيها أولياؤك، ويُذَلُّ فيها أعداؤك.
اللهم اجعلنا أغنى خلقك بك، وأفقر عبادك إليك.
اللهم أغننا عمن أغنيته عنا، اللهم لا تجعل بيننا وبينك في رزقنا أحدًا سواك.
يا ذا الجلال والإكرام! لك الحمد أولاً وآخراً، وظاهرًا وباطنًا، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا.
الحمد لله ثم الحمد لله.
الحمد لله الذي من فضله ألقى علي السِّتْر ثم كساني
وهدى فؤادي كي يصوغ حديثه صوراً تفيد الشِّيب والشُّبَّان
يا رب فاجعلها لوجهك كلها متكرمًا ثقِّلْ بها ميزاني
واغفر لكل المسلمين وآلهم يوم النشور ودورة الأجفان
واشمل بفضلك والديَّ برحمة وأَجِرْهُمَا من حمأة النيران
ثم الصلاة على النبي وآله ما صاح صدَّاح على الأفنان
والصحب والأتباع من ساروا على سبل الهدى والخير في البلدان
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.