ليكن حالك -أحياناً- حال الأحنف بن قيس رحمه الله يوم جاءه رجل، فلطم وجهه، فقال: باسم الله يا بن أخي ما دعاك إلى هذا؟
قال: آليت أن ألطم سيد العرب من بني تميم.
قال: فبِرّ بيمينك؛ فما أنا بسيدها، سيدها حارثة بن قدامة.
ليست الأحلام في حال الرضا إنما الأحلام في حال الغضب
فذهب الرجل إلى حارثة، فلطمه، فقام إليه، واخترط السيف، وقطع يمينه، ولسان حاله:
وسيفي كان في الهيجا طبيبًا يداوي رأس من يشكو الصداعا
فلما بلغ الأحنف ما حصل لهذا الأحمق قال: أنا -والله- قطعتها.
ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي
العاقل لا يفعل أمرًا إلا إذا نظر في عواقبه، وتبصَّر أبعاده ومراميه، لا يتعجل الخطى، ولا يستبق الأحداث، ولا يتسرع بالحكم على الأمور؛ بل يزن الأشياء بميزان دقيق، ويقدر المواقف، وينظر إلى ما هو أبعد من اللحظة الراهنة والساعة الحاضرة، بنظرة ثاقبة فاحصة، وخطوة متأنية تحسب كل حساب؛ فكن أفضل من أن تَخدع، وأعقل من أن تُخدع.
لا خب ولا الخب يخدعك:
ولترقَ شيئًا فشيئًا صاعدًا درجًا من البناء رصينًا واحذر العجلا
فكم عجول كبا من ضعف رؤيته وذي أناة أصاب الرشد والأملا