للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الإشارة الثانية: خليج صاف أطيب من بحر كدر]

بمعنى آخر: النوع الثمين لا الكم المهين، بمعنى ثالث: (من لا يخلص لا يتعب، فهو كالذي يحشو جراب العمل رمل يثقله ولا ينفعه، إن من سلك الطريق بلا إخلاص كالذي يريد كسر الجوز بالعهن، أو كمن يحدو وماله بعير، يمد القوس وما لها وتر، يتجشأ من غير شبع، كالوحش بلا جبل)، لا شك انه لهدفه لا يصل، العمل صورة والإخلاص روح العمل، عمل المرائى بصلة كلها قشور، لباس المرائي نظيف لكن قلبه نجس، الإخلاص مسك والريا جيفة.

فاحذر كمائن نفسك اللاتي متى ... خرجت عليك كُسرت كسر مهان

(لما أخذ دود القز ينسج الحرير أقبلت العنكبوت تتشبه وتنسج، ثم نسجت وقالت: يا دودة القزة لي نسج وتلك نسج ولا فرق بين النسيجين، قالة دودة القزة: نسجي أردية الملوك، ونسجك شبكة الذباب، وعند مس النسيجين يتبين الفرق).

ليس التكحل في العنين كالكَحَلِ وما كل دام جبينه عابد، وفي عنق الحسناء يستحسن العقد، والنفيس نفيس أينما كان.

ورب كئيب ليس تندى جفونه ... ورب كثير الدمع غير كئيب

إذا اشتبكت دموع في خدود ... تبين من بكى ممن تباكى

فأما من بكى فيذوب شوقا ... وينطق بالهوى من قد تباكى

جماع هذه الإشارة: ( ... وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (الكهف: من الآية١١٠)

* * * * *

[الإشارة الثالثة: العلم الشرعي والعمل به ضرورة للمسافر]

به يعرف السهل من الطريق الوعر، به يميز إشارات الطريق وعوائقه، به يعرف الله ويعبد ويذكر ويوحد ويحمد ويمجد، به يعرف الحلال من الحرام، به توصل الأرحام، فهو أساس السفر ولا بد، بل هو أشرف مطلوب، وأفضل مرغوب، وأنفع زاد يقتني لمسافر مكدود، (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (الزمر: من الآية٩).

لا يكون العلا مثل الدنا ... لا ولا ذو الذكاء مثل الغبي