[مفاصلة عمر الفاروق للكفر وأهله]
لما أسلم عمر رضي الله عنه وأرضاه قال المشركون: [[صبأت، فقال عمر: كذبتم! ولكني أسلمت وصدَّقت، فثاروا إليه، فما زال يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رءوسهم، وأعيى من التعب فقعد، فقاموا على رأسه وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم! أحلف بالله أن لو كنا ثلاثمائة لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا]]، وحاله: {إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ} [هود:٥٤ - ٥٥].
لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
الله يعلم أنا لا نحبكمُ ولا نلومكمُ ألا تحبونا
كلٌ له نية في بغض صاحبه بالله نبغضكم دوماً وتقلونا
الله أكبر! ما كان بين إسلامه رضي الله عنه وبين أن قاتلهم وقاتلوه، وقال: [[افعلوا ما بدا لكم]] إلا سويعات عديدة، وحاله:
إذا كان قلبي لا يغار لدينه فما هو لي قلب ولا أنا صاحبه
إنه التميز والمفاصلة الحاسمة مع الباطل وأهله، ورفض الالتقاء في منتصف الطريق.
إنه الفاروق الذي جاءه أبو سفيان من أشراف قومه ليشفع له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في شد عقد الحديبية، فقال له ببراء من أعداء الله: [[أنا أشفع لكم؟! والله الذي لا إله إلا هو لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به]] حاله: كان العيش معهم والشفاعة لهم ممكنة.
ولكنهم ركبوا مسلكاً يحيد عن الجسد المشرقِ
وقد ولي الأمر منهم رجالٌ يخالف منطقهم منطقي
نأوا عن هدى الله في نهجهم وساروا وسرتُ فلم نلتقِ
إنه على بصيرة من دينه واثق بمنهجه موقن برسالته لو شك الناس -جميعًا- في الحق ما شك فيه؛ لأنه يفترض أنه خلق وحده، وكلف بالحق وحده، وسيحاسب عليه وحده.
وعلى مقادير الرجال فعالهم قطع المهند تابعٌ لحديدهِ