[النظر في أمور الدنيا لمن هو أدنى وفي أمور الدين لمن هو أعلى]
علمتني الحياة في ظل العقيدة: أن أنظر في أمور دنياي إلى من هو تحتي، فذلك جدير ألا أزدري نعمة الله علي.
وأن أنظر في أمور آخرتي إلى من هو فوقي فأجتهد اجتهاده لعلي ألحق به وبالصالحين، فلا أحقد على أحد ما استطعت ولا أحسد أحداً ما استطعت.
يقول أحدهم عن ابن تيمية -عليه رحمة الله- وددت -والله- أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه.
ويقول: والله! ما رأيته يدعو على أحد من خصومه بل كان يدعو لهم، جئته يوماً مبشراً له بموت أكبر أعدائه، قال: فنهرني واسترجع وحوقل وذهب إلى بيت الميت فعزاهم وقال: إني لكم مكان أبيكم فسلوا ما شئتم.
فسروا به كثيراً ودعواً له كثيراً وعظموا حاله ولسان حالهم: والله! ما رأينا مثلك:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم لطالما ملك الإنسان إحسان
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلى من طبعه الغضب
ماذا استفاد الحاقدون؟ ماذا استفاد الحاسدون؟ ما استفادوا إلا النصب، وما استفادوا إلا التعب، وما استفادوا إلا السيئات، ووالله! لن يردوا نعمة أنعمها الله على عبد أياً كان، ولله در الحسد ما أعدله! بدأ بصاحبه فقتله: