لقد تلَقَّى الزهد دروسًا عملية تربوية من سيد الزاهدين محمد صلى الله عليه وسلم، فاسمع يوم يروي مسلم فيقول:{دخل عمر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مشربة له، فالتفت في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجد شيئًا يَرُدُّ البصرَ إلا جلودًا قد سطع ريحها، ورسول الله مضطجع قد أثرت حبال السرير في جنبه الشريف - صلى الله عليه وسلم فتدمع عينا عمر رضي الله عنه فيقول صلى الله عليه وسلم: ما بك يا عمر؟ فيقول: أنت رسول الله وخِيرته من خلقه على هذا، وكسرى وقيصر في الديباج والحرير وما تعلم؟! فاستوى صلى الله عليه وسلم جالسًا وقال: أفي شك أنت يا بن الخطاب؟! أولئك أقوام عُجِّلَت لهم طيباتهم في الدنيا.
أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الأخرى} أو كما قال صلى الله عليه وسلم: {وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ}[الزخرف:٣٥]
تموت الأُسْد في الغابات جوعاً ولحمُ الضأن تأكله الكلابُ