عبد الله! لننزع البرقع، وهلم فلنحتكم على سفور وإن كنا لا نبيحه للغانيات.
أليس فينا معشر المسلمين من اهتدى اسماً وخيالاً منذ سنين، ولم يزل بعيداً عن هدي القرآن، عاكفاً على القباب والأوهام، ألهته عن دنياه، وأفسدت عليه أخراه، شد لها الرحل، وقدم لها النذر، وسألها ما لا يكون إلا لله الرحيم البر.
قد فتن البعض بقبر زينب وتركوا الله مزيل الكربِ
وفتن البعض بقبر الهادي وتركوا ذا الطول والأيادي
وفتن البعض بقبر المهدي وتركوا من يبتلي ويهدي
بقبر عيدروس قد ضل الغبي وتركوا منهاج أحمد النبي
صلوات الله وسلامه عليه
هل يكون مهتدياً على الحقيقة من هذا حاله؟ كلا.
إنه يعيش الخيال، إنه يدفع نفسه إلى بحرٍ لا يجيد السباحة فيه، وإن نهايته الغرق المحتوم ولا شك، ما حقيقةٌ كخيال.
دع كل بابٍ غير باب ربي ولذ به وسله كشف الكرب
هل يكون مهتدياً على الحقيقة من يأخذ من الدين ما يوافق هواه ويطرح ما عداه؟ كلا.
ما عهدنا أن نرى في الليل شمسا أو نرى في وهج القيظ هلالا
ما حقيقةٌ كخيال.
هل يكون مهتدياً حقاً من يوالي أعداء الله ويتخذهم بطانةً من دون المؤمنين، ولو صلى وصام وحج وزكى؟ يكرم من أهانه الله، ويعز من أذله الله، ويدني من أبعده الله، ثم يدعي هداية الله.
لكم يُرتجي ظل الغمامة كلما تبوأ منها للمقيل اضمحلتِ