شكا رجل علياً رضي الله عنه إلى عمر رضي الله عنه، فلما جلس عمر لينظر في الدعوى، قال لـ علي: ساوِ خصمك يا أبا الحسن، فتغير وجه علي رضي الله عنه، ثم قضى عمر في الدعوى، وذهب الخصم، فالْتفت عمر إلى علي، وقال له: أأغضبتك -يا أبا الحسن - إذ سويت بينك وبين خصمك؟
قال علي: كلا.
قد غضبت لأنك لم تسوِّ بيني وبينه يا أمير المؤمنين، لقد أكرمتني، ودعوتني بكنيتي -يا أبا الحسن - ولم تنادِ خصمي بكنيته؛ فذلك الذي أغضبني، فقبَّل عمر رأس علي، وقال:[[لا أبقاني الله بأرض ليس فيها أبو الحسن]].
حكموا فكان العدل شرعة حكمهم ما الحكم ما السلطان إن لم يعدل
سارت مبادئهم وسارت خلفها أفعالهم في موكب مُتمثَّلِ
شادوا من التقوى أصح مواقف وبنوا من الحسنات خير قلاع
ونتجاوز بعض الإشارات وأحسب أني بذلت وسعي أن أخرج من هذا اللقاء بفائدة تنفع المسافر أو بإشارة توقظه، وقد تكاثرت الإشارات ولم نأتِ إلا على بعضها، وذا يؤكد أن الموضوع لا زال واسعاً قابلا للزيادة؛ يسَّرها الله بمنِّه وكرمه.
هذه كلمتي لقد قاسمتني بعض نفسي وفكرتي وشبابي
ما على العاجزين مثلي سوى القو ل فذي عدتي وهذا جرابي
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينفع بهذه الكلمات المسلمين والمسلمات، وأن يسلك بنا وبكم سبيل المؤمنين، اللهم كن للمسلمين أجمعين، اللهم كن للمسلمين أجمعين، اللهم كن للمستضعفين والمضطهدين والمظلومين، اللهم فرِّج همَّهم، اللهم نفِّس كربهم، اللهم ارفع درجتهم، اللهم أنزل عليهم من الصبر أضعاف ما نزل بهم من البلاء، يا سميع الدعاء! يا أرحم الراحمين! سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.